ارتفاع ضغط الدم: الدليل الشامل

ارتفاع ضغط الدم

هل يسبب ضغط الدم المرتفع اضطرابات هضمية وضرر في الأعصاب؟ تعرف في هذا المقال على الدليل الشامل لمرض ارتفاع ضغط الدم المعروف باسم القاتل الصامت:

ارتفاع ضغط الدم 

يعرف ارتفاع ضغط الدم على أنه حالة يكون فيها ضغط الدم داخل الأوعية الدموية أعلى من المعدل الطبيعي لفترات طويلة.

ويعد مستوى ضغط الطبيعي عادةً 120/80 ملم زئبقي، إذ أن الرقم الأول يمثل الضغط الانقباضي الذي يقيس الضغط عند انقباض القلب، بينما يمثل الرقم الثاني الضغط الانبساطي الذي يقيس الضغط عندما يكون القلب في وضع الاستراحة بين دقاته.

ويعتبر ضغط الدم المرتفع حالة صحية خطيرة، تسبب مشكلات صحية خطيرة، مثل: أمراض القلب، والأوعية الدموية والسكتات الدماغية.

قد يحدث ارتفاع الضغط في أي عمر، وليس مقتصرًا على فئة عمرية معينة، لكن تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم العمر عند الرجال والنساء على حدٍ سواء.

قد تكون هناك بعض الاختلافات في معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم بين الرجال والنساء، إذ يمكن أن ترتفع فرصة حدوث ارتفاع في ضغط الدم عند النساء بعد سن اليأس، أما بالنسبة للرجال فإن احتمالية الاصابة بارتفاع الضغط تبقى مرتفعة بشكل عام مع تقدم العمر.

أعراض ارتفاع ضغط الدم 

قد لا تكون أعراض ارتفاع الضغط واضحة في البداية، وقد تظهر بشكل تدريجي، لكنها في الغالب ما تتمثل في الآتي:

  • صداع: خصوصًا في الجبهة أو في الجزء الخلفي من الرأس.
  • دوخة أو اضطرابات التوازن: قد تشعر بالدوخة أو الدوار عند الوقوف أو التغييرات المفاجئة في الوضع.
  • ضيق التنفس: قد تشعر بصعوبات في التنفس أو ثقل في الصدر.
  • تعب: قد يصاحب ارتفاع الضغط شعور بالتعب أو الإرهاق الشديد.
  • ألم في الصدر: قد تشعر بألم خفيف أو ضغط في منطقة الصدر.
  • اضطرابات الرؤية: قد تشعر بضبابية أو تغييرات في الرؤية.

أسباب ارتفاع ضغط الدم  

يعد ارتفاع ضغط الدم حالة تصيب الكثير من الأفراد نتيجة أحد الأسباب الآتية:

  • عوامل وراثية: تاريخ الأسرة يلعب دورًا هامًا في احتمالية تطور ارتفاع ضغط الدم. إذا كانت هناك أفراد في العائلة مصابين بارتفاع ضغط الدم، فقد يكون لديك ميول وراثية لهذه الحالة.
  • العمر: مع التقدم في العمر، يميل ضغط الدم إلى الارتفاع بشكل طبيعي، ومع ذلك، ليس من الضروري أن يحدث هذا.
  • الوزن الزائد والسمنة: زيادة الوزن تضع ضغطًا إضافيًا على القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من احتمالية ارتفاع ضغط الدم.
  • تناول الصوديوم بكميات كبيرة: استهلاك كميات كبيرة من الملح (الصوديوم) في الطعام يمكن أن يزيد من ارتفاع ضغط الدم.
  • النظام الغذائي الغير صحي: قلة تناول الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والكالسيوم قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم.

عوامل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم

تشمل عوامل زيادة خطر الإصابة بارتفاع الضغط ما يلي: 

  • قلة الحركة والنشاط: عدم ممارسة النشاط البدني الكافي يمكن أن يزيد من احتمالية ارتفاع ضغط الدم.
  • التدخين: التدخين يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وزيادة ضغط الدم.
  • استهلاك الكحول: تناول كميات كبيرة من الكحول يمكن أن يزيد من ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع الكوليسترول: ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم يمكن أن يزيد من احتمالية ارتفاع الضغط.
  • التوتر والقلق: التوتر المستمر والقلق يمكن أن يؤديان إلى ارتفاع ضغط الدم.
  • امتناع عن العلاج: عدم اتباع خطة العلاج الموصوفة من قبل الطبيب في حالة وجود ارتفاع الضغط يمكن أن يزيد من خطره.
  • أمراض أخرى: بعض الحالات الصحية الأخرى مثل مشاكل الكلى، السكري، القصور القلبي والأوعية الدموية يمكن أن تزيد من احتمالية ارتفاع ضغط الدم.

تشخيص ارتفاع ضغط الدم 

يعد قياس ضغط الدم بشكل منتظم هو الطريقة الرئيسية لتشخيص ضغط الدم المرتفع، وتتمثل الخطوات التي يجب أخذها في عين الاعتبار عند تشخيص الارتفاع في ضغط الدم في الآتي:

  • قياس ضغط الدم: يتم قياس ضغط الدم باستخدام جهاز ضغط الدم، ويتم قياسه بوحدة مليمتر الزئبق (mmHg)، يتم قياس ضغط الدم بشكل اعتياد من خلال وضع الجهاز حول ذراع المريض وضخ الهواء إلى الكفة حتى يتم ضغطها على الشريان، ثم يتم تسجيل القراءة.
  • تكرار القياس: يفضل قياس ضغط الدم عدة مرات على مدار فترة من الزمن، وذلك للتحقق من الأرقام والتأكد من أنها ثابتة.
  • تسجيل القراءات: يجب تسجيل القراءات وتاريخها ووقتها لمتابعة التغيرات على مر الوقت.
  • تقييم الأرقام: يتم تقييم قراءات ضغط الدم بناءً على الأرقام العلوية (انقباضي) والأسفلية (انبساطي)، والقيمة الناتجة هي ضغط الدم الشامل.
  • تقييم الأمور الإضافية: في بعض الحالات، يمكن أن يُطلب من المريض إجراء اختبارات إضافية مثل تحليل البول وتحليل الدم لتقييم تأثير ارتفاع الضغط على أعضاء الجسم الأخرى.

علاج ارتفاع ضغط الدم 

يهدف علاج ضغط الدم المرتفع إلى السيطرة على الأعراض للحد من من الإصابة بالمضاعفات، إليك طرق علاج ضغط الدم المرتفع:

1- تغيير في نمط الحياة

يشمل التغيير في نمط الحياة من أجل خفض ضغط الدم المرتفع ما يأتي:

  • تناول الغذاء الصحي: تناول وجبة متوازنة ومغذية تحتوي على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية.
  • الحد من تناول الأملاح: تقليل استهلاك الأملاح قد يساهم في تقليل الارتفاع في ضغط الدم.
  • ممارسة النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تساهم في تحسين صحة القلب وخفض ضغط الدم.
  • التخفيف من التوتر: إدارة التوتر وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل.

2- تناول الأدوية

قد يصف الطبيب بعض الأدوية للتحكم في ضغط الدم في حالة عدم السيطرة الكافية بعد تعدل نمط الحياة، من الأمثلة على الأدوية المستخدمة في خفض ضغط الدم المرتفع ما يلي:

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors).
  •  مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs).
  •  مدرات البول.
  • بيتا بلوكرز.
  • مثبطات قنوات الكالسيوم.

3- المتابعة الدورية

من المهم متابعة ضغط الدم بانتظام مع طبيبك للتأكد من السيطرة على مستويات الضغط وضمان تعديل قائمة العلاج عند الحاجة.

ومن الضروري التأكد من تنفيذ التعليمات والتوجيهات الصحية المقدمة من الطبيب واتباع نصائحه بدقة للسيطرة على ارتفاع الضغط والوقاية من المضاعفات.

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم 

يمكن أن يؤدي الارتفاع في ضغط الدم دون علاج إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة على المدى الطويل، والتي تشمل الآتي:

  1. أمراض القلب: ارتفاع ضغط الدم يعمل على زيادة الضغط على جدران الشرايين والأوعية الدموية، مما يزيد من احتمال حدوث تضخم في عضلة القلب وفرصة تطور أمراض القلب مثل الذبحة الصدرية والأزمات القلبية.
  2. السكتة الدماغية: ارتفاع ضغط الدم قد يسبب تلفًا في الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ، مما يزيد من خطر حدوث السكتة الدماغية.
  3. أمراض الكلى: يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يؤثر على وظائف الكلى ويزيد من خطر الإصابة بأمراض كلوية مزمنة.
  4. مشاكل الأوعية الدموية: يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تضرر الأوعية الدموية في مختلف أجزاء الجسم، مما يزيد من خطر تكون تجاويف دموية أو تكتلات دموية.
  5. تضرر العيون: ارتفاع ضغط الدم قد يؤثر على أوعية الدم في العين ويسبب مشاكل في الرؤية، ويمكن أن يزيد من خطر تطور مشاكل عينية مثل الجلوكوما.
  6. خلل في الجهاز العصبي: يمكن أن يؤدي ارتفاع الضغط إلى تضرر الأوعية الدموية في الجهاز العصبي وزيادة خطر تطور مشاكل عصبية مثل التلف العصبي.
  7. مشاكل الجهاز التنفسي: قد يؤثر ارتفاع الضغط على الأوعية الدموية في الرئتين، مما يمكن أن يزيد من خطر تطور مشكلات تنفسية.
  8. اضطرابات في الجهاز الهضمي: ارتفاع الضغط يمكن أن يؤثر على وظائف الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي ويزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات الهضمية.

نصائح للوقاية من ارتفاع ضغط الدم 

تساهم الوقاية من ارتفاع الضغط في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في الوقاية من الارتفاع في ضغط الدم:

  1. تناول غذاء صحي: تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية، وتجنب الأطعمة المعالجة والغنية بالأملاح والدهون المشبعة.
  2. تقليل تناول الأملاح: قلل من استهلاك الأملاح والأطعمة المالحة، وتجنب إضافة الملح بزيادة إلى الأطعمة.
  3. ممارسة النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساهم في تقوية القلب وتحسين صحة الأوعية الدموية، وحاول ممارسة التمارين لمدة 30 دقيقة على الأقل في معظم أيام الأسبوع.
  4. التحكم في الوزن: الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بارتفاع الضغط.
  5. تقليل التوتر: ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل والتنفس العميق يمكن أن تساعد في تقليل التوتر والضغوط النفسية.
  6. تجنب التدخين: التدخين يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والأوعية الدموية.
  7. الحد من تناول الكافيين: تناول الكافيين بكميات معتدلة، إذ يمكن أن يؤدي الكافيين الزائد إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم.
  8. الحد من تناول الكحول: تجنب تناول الكحول بكميات كبيرة، فالكحول يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
  9. المتابعة الدورية: من المهم مراجعة الطبيب بانتظام لفحص ضغط الدم والحصول على توجيهاته وإشرافه على صحتك.
  10. الحد من الإجهاد: حاول الحفاظ على نمط حياة متوازن وتنظيم وقتك بشكل جيد لتجنب التعرض المفرط للإجهاد.