ارتفاع هرمون الحليب: الأسباب والأعراض والعلاج

ارتفاع هرمون الحليب

هل تعلم أن هرمون الحليب يلعب دورًا مهمًا في الأداء الصحي للجسم واستقرار حالته بشكلٍ عام؟ وأن ارتفاع هرمون الحليب قد يتسبب في مشكلات صحية عديدة؟

تعرف في هذا المقال على أسباب ارتفاع هرمون الحليب والأعراض المصاحبة وكيفية التشخيص وطرق العلاج.

أسباب ارتفاع هرمون الحليب

هرمون الحليب أو هرمون البرولاكتين (Prolactin) هو هرمون يُفرَز من الفص الأمامي من الغدة النخامية، وهو المسؤول عن الرضاعة وتطور أنسجة الثدي وإنتاج الحليب.

عادةً ما تكون مستويات هرمون الحليب مرتفعة عند النساء أثناء الحمل في الشهور الأخيرة وأيضًا بعد الولادة، ويُعد هذا الارتفاع أمرًا طبيعيًا لا يستدعي القلق.

بينما يمكن أن يرتفع هرمون الحليب نتيجة فرط إنتاج البرولاكتين من الغدة النخامية في حالة تُعرف بفرط هرمون الحليب (Hyperprolactinemia)، ويحدث ذلك بسبب:

  • الورم البرولاكتيني (Prolactinoma)، السبب الأكثر شيوعًا لفرط هرمون الحليب، وهو ورم غير سرطاني يتشكل في الغدة النخامية.
  • التوتر البدني أو النفسي.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • أمراض الكلى المزمنة.
  • تناول بعض الأدوية.
  • تحفيز الحلمات.
  • أورام الغدة النخامية الأخرى.

من الجدير بالذكر، أنه في بعض الأحيان لا يمكن تحديد سبب فرط هرمون الحليب، يعرف ذلك بفرط هرمون الحليب مجهول السبب، وعادةً ما يختفي دون علاج بعد عدة أشهر.

أعراض ارتفاع هرمون الحليب

تختلف أعراض فرط هرمون الحليب عند النساء و الرجال كالتالي:

الأعراض عند النساء

تتمثل أعراض ارتفاع هرمون الحليب عند النساء في الآتي:

  • العقم.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها مؤقتًا.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • ألم في الثديين.
  • ثر اللبن (إفراز الحليب في غير فترات الحمل والرضاعة).
  • جفاف المهبل.
  • الصداع والمشاكل البصرية.

الأعراض عند الرجال

إليك أعراض ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال:

  • التثدي (نمو الثدي غير الطبيعي).
  • مشاكل الخصوبة.
  • ضعف الانتصاب.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • الصداع.
  • ضعف الرؤية.
  • انخفاض كتلة العضلات وشعر الجسم.

تشخيص ارتفاع هرمون الحليب

يمكن تشخيص ارتفاع هرمون الحليب عن طريق قياس مستويات البرولاكتين في الدم، إذا كانت مستويات البرولاكتين مرتفعة، فقد يطلب الطبيب تكرار الاختبار مرة أخرى بعد الصوم لمدة 8 ساعات على الأقل.

تتمثل مستويات هرمون الحليب الطبيعية في الدم كالأتي:

  • الذكور: 2-18 نانوجرام/ملليلتر
  • الإناث غير الحوامل: 2-29 نانوجرام/ملليلتر
  • الإناث الحوامل: 10-209 نانوجرام/ملليلتر

يمكن طلب فحص التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)؛ لعمل صورة مفصلة للغدة النخامية والمنطقة المحيطة بها؛ للتحقق من وجود ورم برولاكتيني وتحديد موقعه وحجمه.

طرق علاج ارتفاع هرمون الحليب

يعتمد وصف العلاج على سبب وشدة فرط هرمون الحليب في الدم. إذا كانت مستويات البرولاكتين عالية ولا توجد أعراض، فقد لا تكون هناك حاجة للعلاج.
أما إذا كانت الأعراض مزعجة أو كان هناك ورم، فيمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية لتقليل مستويات البرولاكتين عن طريق تقليص حجم الورم البرولاكتيني وتنظيم مستويات هرمون الحليب في الدم مثل:

  • ناهضات الدوبامين: وهي أدوية تعمل بشكل مشابه للدوبامين في الدماغ، وتعتبر علاج فعال في تقليص ورم البرولاكتين والتحكم في مستويات البرولاكتين في الدم مثل: داستينكس (Dostinex) وبارلوديل (Parlodel).
  • هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي: قد يصفه الطبيب لعلاج ارتفاع البرولاكتين المرتبط بقصور الغدة الدرقية.
  • العلاج الهرموني: يمكن وصف العلاج الهرموني مثل هرمون الإستروجين أو هرمون التستوستيرون لعلاج فرط برولاكتين الدم المرتبط بقصور الغدد التناسلية طويل الأمد.

قد يحتاج المريض إلى تناول الدواء لمدة سنتين أو أكثر حتى يصبح ورم البرولاكتين غير مرئي. إذا ارتفعت مستويات البرولاكتين، فقد يضطر إلى مواصلة الأدوية لتقليلها مرة أخرى.

إذا تسببت الأدوية في ارتفاع مستويات البرولاكتين، فإن التوقف عن تناول الدواء عادة ما يتسبب في عودة مستويات البرولاكتين إلى معدلاتها الطبيعية خلال 3-4 أيام، ومع ذلك، من المهم التحدث إلى الطبيب قبل إيقاف أي وصفة طبية.

إذا كان الدواء غير فعال في علاج أورام البرولاكتين، فقد يخضع المريض إلى الجراحة لإزالة الورم تحت تأثير مخدر عام، وتشمل أنواع الجراحة لإزالة الورم ما يلي:

  • جراحة تنظير قاعدة الجمجمة الوتدي عبر الأنف: هذا هو نوع الجراحة الأكثر شيوعًا لإزالة أورام البرولاكتين. يجري الطبيب جرح خلف تجويف الأنف أو تحت الشفة العليا لإزالة الورم.
  • الجراحة عبر الجمجمة: قد يحتاج بعض المرضى إلى هذا النوع من الجراحة إذا كان الورم البرولاكتيني كبيرًا أو انتشر خارج الغدة النخامية، يتخلص الجراح من الورم عن طريق فتحة في الجمجمة.

يمكن أيضًا استخدام العلاج الإشعاعي لعلاج أورام البرولاكتين التي لا تستجيب للأدوية أو الجراحة؛ لكن نادرًا ما تكون هناك حاجة إلى هذا النوع من العلاج.

بعد نجاح العلاج، قد يرغب الطبيب في إجراء اختبارات دم بصورة منتظمة لضمان بقاء مستويات البرولاكتين ضمن النطاق الطبيعي. وإذا كانت حالتك ناجمة عن ورم، فقد تحتاج إلى تصوير آخر بالرنين المغناطيسي للتحقق من عدم  ظهور الورم مرة أخرى.
في الختام، يجب الحرص على زيارة الطبيب عند ملاحظة أي أعراض متعلقة بارتفاع مستويات هرمون الحليب؛ للاطمئنان وإجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة سبب هذا الارتفاع والتدخل لعلاجه إذا لزم الأمر.