استعمال الأدوية خلال الحمل: ما هو الآمن وما هو المحظور؟

استعمال الأدوية خلال الحمل

هل كنتِ تعلمين من قبل أن أدوية الحامل مقسمة إلى خمسة فئات من حيث درجة أمانها؟ تعرفي في هذا المقال على الدليل الشامل حول استعمال الأدوية خلال الحمل وتأثيرها على الجنين:

استعمال الأدوية خلال الحمل

يُعد استعمال الأدوية خلال الحمل أمرًا شائعًا للغاية، ورغم وجود أدوية تعتبر آمنة أثناء فترة الحمل إلا أن هناك بعض الأدوية التي ينبغي تجنبها لما لها من أضرار على الحمل.

فقد تؤثر بعض الأدوية على نمو الجنين أو تؤدي إلى ولادة طفل يعاني من تشوهات أو إعاقة ما، لذا ينبغي تجنب استعمال الأدوية خلال الحمل إلا عند الضرورة القصوى وتحت الاشراف الطبي.

كيف تؤثر الأدوية في الجنين؟

تصل الأدوية التي تتناولها الحامل إلى الجنين عن طريق عضو ينمو في الرحم يدعى المشيمة، وهو عضو يعمل على توفير الأكسجين والغذاء اللازمين لنمو الجنين.

قد تؤثر الأدوية بشكل خاص على الجنين أثناء مراحل نموه المبكرة، ويحدث ذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، والتي تعتبر مرحلة حرجة في تكوين الجنين.

إذ تبدأ خلالها أعضاء الجنين ودماغه والحبل الشكوي في التكوّن، وتزداد خلال هذه المرحلة فرصة حدوث تشوهات الأجنة، لذلك يفضل عدم تناول أي دواء، ما عدا تلك التي ثبت أمانها للحامل.

ما هي الأدوية الآمنة خلال الحمل وما التي ينبغي تجنبها؟

صنفت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الأدوية، وقسمتها إلى خمس فئات، لتسهيل اتخاذ القرارات العلاجية، اعتمادًا على سلامة استخدامها أثناء الحمل والرضاعة.

إليك تصنيف العقاقير بحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والدراسات العلمية:

1- الفئة A

 لم تظهر الدراسات التي أجريت على الحوامل أي آثار ضارة للأدوية التي تستخدم بأمان في الحمل على الجنين، ومن الأمثلة عليها:

  • ليفوثيروكسين (Levothyroxine): يستخدم في علاج قصور الغدة الدرقية للمرأة الحامل.
  •  الفوليك أسيد(Folic Acid): مكمل غذائي يساعد في منع عيوب الأنبوب العصبي، والتي تسبب تشوهات خطيرة في دماغ الجنين والحبل الشوكي، ويقترح الطبيب أخذه عند الشروع في التخطيط للحمل، وكذلك أثناء الحمل. 

2- الفئة B

أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات عدم وجود خطر لهذه الأدوية على أجنتها، ولكن لم تتأكد سلامتها في النساء الحوامل، وتشمل ما يلي:

  • الأنسولين(Insulin): يعد الخيار المفضل لكثير من الأطباء في علاج داء السكري عند الحامل، كونه لا يخترق المشيمة مما يعني أنه آمن على كل من الجنين والأم. 
  • باراسيتامول(Paracetamol): يُعد مسكنًا للألم وهو آمن للاستخدام خلال الحمل.
  • لوراتيدين(Loratadin): مضاد للهستامين ويعد مضادا للحساسية بانواعها.
  • اموكسيسيللين(Amoxicillin): يصنف من المضادات الحيوية الآمنة لعلاج العديد من أنواع العدوى البكتيرية، بما في ذلك: التهاب المسالك البولية، والأذن الوسطى، وعدوى الجهاز التنفسي.
  • ألفا ميثيل دوبا (Alpha-methyldopa): يستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل.
  • لاكتيلوز(Lactulose): يستخدم لعلاج الإمساك المصاحب للحمل.

3- الفئة C

 أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات وجود أضرار جانبية على الأجنة عند استخدام هذه المجموعة من الأدوية، ولكن لا توجد دراسات مؤكدة اجريت على النساء الحوامل.

وتُستعمل هذه الأدوية فقط إذا فاقت فائدتها للأم مخاطر حدوث تأثير غير مرغوب فيه على الجنين، وتشمل ما يلي:

  • الأمفيتامينات(Amphetamine): قد تتسبب في حدوث عيوب خلقية خاصة في القلب، وربما تؤدي إلى خلل في النمو قبل الولادة.
  • ترازودون(Trazodone): يستخدم كمضاد للاكتئاب.
  • اميلودابين(Amlodipine).

4- الفئة D

 هناك خطر موثق لإلحاق الأذى بالجنين بعد استخدام النساء الحوامل لهذه الأدوية، وقد يصف الطبيب هذه الأدوية فقط في الحالات التي تهدد حياة الأم، وتشمل على ما يلي :

  • الفينيتوين(Phenytoin): يستخدم لعلاج الصرع، ويحظر استعماله للحامل كونه يسبب مجموعة من العيوب الخلقية عند الجنين، والتي تشمل أعضاء مختلفة من الجسم، مثل: الوجه، والأطراف وتسمى متلازمة أطفال الفينيتوين.
  • حمض الفالبرويك(valproic acid): يعمل على السيطرة على نوبات الصرع، ويُمنع استخدامه خلال أشهر الحمل الأولى. 

5- الفئة X

 يعتبر استخدام هذه الأدوية خطيرًا على الجنين وقد يسبب عيوب خلقية، ولا يجب استخدامها خلال الحمل، وتشمل ما يلي:

  • الوارفارين(Warfarin): مضاد للتخثر ولا ينصح باستخدامه للحامل، إذ يسبب تشوهات للجنين.
  • اللقاحات الحية، مثل: الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف (MMR vaccine).
  • ايزوتريتينوين(Isotretinoin): يستخدم في علاج حب الشباب والبثور، يحظر استخدامه أثناء الحمل لما يسببه من تشوهات خطيرة للجنين.
  • موانع الحمل.
  •  الاستروجين(Estrogen).

ما هي أضرار استعمال الأدوية خلال الحمل دون وصفة طبية؟

قد تلجأ النساء الحوامل نتيجة التغيرات والأعراض المزعجة التي يحدثها الحمل والتي قد تكون أو لا تكون فسيولوجية، إلى استخدام الأدوية دون وصفة طبية أو كما قد يُعرف بالعلاج الذاتي.

والذي لا تقتصر خطورته على الأم فقط، بل تمتد إلى الجنين مؤدية إلى اضطراب في نموه، لينجم عنها أضرار هيكلية ووظيفية خطيرة، بما في ذلك:

  • انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
  • الولادة المبكرة.
  • مشكلات في التغذية.
  • مشكلات في الجهاز التنفسي.
  • تشوهات خلقية. 

تعد المراحل الأكثر خطورة خلال فترة الحمل هي تلك التي تتزامن مع فترة الانغراس والتي تحدث في الأسبوع الأول من الحمل، وفترة تكوين الأعضاء والتي تحدث في الأسابيع الثمانية الأولى تقريبًا. 

بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، تقل فرص حدوث التشوه بشكل كبير، لكن هذا لا يجعلها فترة آمنة؛ لأنه في هذه المراحل من الحمل، يبدأ نمو الجنين ويحدث تطور وظيفي لأعضائه، ويمكن أن يتسبب تفاعل الدواء في حدوث تغيرات في كل من نمو الجنين وتطوره الوظيفي.

لذلك فإن القاعدة الذهبية في استعمال الأدوية خلال الحمل هي: استشيري طبيبك أولًا.

أين توجد معلومات حول سلامة الدواء أثناء الحمل؟

إذا كنت حاملاً، أو تخططين للحمل عليك بالتحدث إلى طبيبك المختص قبل بدء أو ايقاف أي أدوية، بما في ذلك الوصفات الطبية والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والمكملات العشبية والغذائية والفيتامينات.

بالإضافة إلى الحصول على المشورة من الطبيب المعالج، يمكن العثور على معلومات من إدارة الغذاء والدواء حول سلامة الدواء المستخدم أثناء الحمل على ملصق الدواء والمعروف أيضًا باسم النشرة داخل عبوة الدواء . 

أخيرًا يجب على المرأة الحامل عدم استعمال الأدوية خلال الحمل دون وصفة طبية أو دون استشارة الطبيب.