التأتأة عند الأطفال: ما بين الأعراض والعلاج

‎⁨التأتأة عند الأطفال

هل يمكن علاج التأتأة عند الأطفال؟ وكيف تعرف أن طفلك مصابًا بها؟ تعرف في هذا المقال على أبرز المعلومات حول التأتأة عند الأطفال:

التأتأة عند الأطفال 

تعرف التأتأة على انها اضطراب في القدرة الكلامية يتميز بتكرار غير طبيعي للأصوات أو الكلمات أثناء الحديث دون قصد وبطريقة غير متقنة، وقد يطلق عليها البعض اسم “التلعثم”.

تعد التأتأة شائعة في مرحلة تطور اللغة لدى الأطفال، خاصة في سنوات الطفولة المبكرة، فقد يبدأ الأطفال في التأتأة حوالي عمر 2-4 سنوات، وتكون ذروتها غالبًا في سنوات مبكرة من الطفولة.

يمكن أن تكون التأتأة طارئة أو مستمرة، وقد يتحسن بعض الأطفال المصابين بها دون الحاجة إلى علاج، في حين يحتاج البعض الآخر إلى دعم إضافي.

أعراض التأتأة عند الأطفال 

قد تكون التأتأة عند الأطفال طبيعية في مرحلة تطور اللغة لدى الطفل، ولكن في بعض الحالات قد تكون مستمرة وتحتاج إلى اهتمام خاص.

إليك بعض الأعراض التي قد تشير إلى وجود التأتأة عند الأطفال:

  • تكرار الكلمات أو الجمل: الأطفال المصابين بالتأتأة قد يكررون بعض الكلمات أو الجمل بشكل متكرر.
  • صعوبة في البداية: قد تظهر التأتأة بشكل أكثر وضوحًا عند بداية الكلام أو عند تعلم كلمات جديدة.
  • تعقيدات في النطق: قد يظهر عند الطفل صعوبة في النطق السليم لبعض الحروف أو الصوتيات.
  • زيادة التأتأة في حالات الضغط: قد يلاحظ الأهل أن التأتأة تزيد في حالات الضغط أو التوتر.
  • الاستعاضة عن الكلمات: يمكن للطفل تجنب بعض الكلمات أو استبدالها بكلمات أخرى لتفادي التأتأة.
  • تجنب الكلام في بعض الحالات: يمكن للأطفال تجنب الكلام أو تقليل التحدث في بعض الحالات لتجنب التأتأة.

يُشير وجود بعض هذه الأعراض لمدة طويلة أو إذا كانت تؤثر سلبًا على التواصل والتفاعل الاجتماعي للطفل إلى ضرورة مراجعة أخصائي النطق واللغة.

إذ يعد أخصائيو النطق واللغة قادرين على تقييم الحالة بشكل أفضل، وتقديم الدعم والإرشاد اللازم لتحسين مهارات النطق واللغة لدى الطفل.

أسباب التأتأة عند الأطفال

هناك عدة أسباب محتملة لحدوث التأتأة عند الأطفال، وغالبًا ما تكون هذه الأسباب متعددة ومعقدة، إليك بعض العوامل التي قد تسهم في حدوث التأتأة عند الأطفال:

  1. تطور اللغة: في مرحلة تطور اللغة، يقوم الدماغ بالعمل على تعلم استخدام الكلمات وتكوين الجمل، مما يمكن أن يؤدي إلى التأتأة في بعض الحالات.
  2. العوامل الوراثية: قد يكون هناك عوامل وراثية تلعب دورًا في تطور التأتأة، حيث يكون لدى بعض الأطفال ميل وراثي لتكرار الكلمات.
  3. التوتر والضغط النفسي: البعض يلاحظ زيادة في التأتأة في حالات التوتر أو الضغط النفسي، مثل التغييرات في البيئة أو الضغوط الاجتماعية.
  4. تغيرات في الحياة: تغييرات كبيرة في حياة الطفل مثل بداية المدرسة أو وجود أخ جديد يمكن أن تؤدي إلى زيادة في التأتأة.
  5. التفكير السريع والإثارة: في بعض الحالات، يكون الطفل يفكر بسرعة ويكون متحمسًا للتحدث، مما يؤدي إلى التأتأة.
  6. محاولة تجنب الحديث: يمكن أن يكون التأتأة رد فعل لمحاولة الطفل تجنب الحديث أو الخجل.

تشخيص التأتأة عند الأطفال

يتطلب تشخيص التأتأة عند الأطفال تقييماً شاملاً يتضمن مراجعة تاريخ النمو والتطور اللغوي للطفل، ويتضمن أيضاً تقييمًا للعوامل البيئية والاجتماعية.

إليك بعض الخطوات التي قد يقوم بها أخصائي النطق واللغة لتشخيص التأتأة:

  • تقييم السجل الطبي والتاريخ اللغوي: يتم دراسة تاريخ النمو والتطور اللغوي للطفل، بما في ذلك البداية والتطور الزمني للتأتأة.
  • مقابلة الأهل: يتم إجراء مقابلة مع الأهل لفهم السياق العائلي والاجتماعي، ومعرفة إذا ما كان هناك عوامل بيئية أو نفسية تسهم في التأتأة.
  • تقييم اللغة والنطق: يقوم أخصائي النطق بتقييم مهارات اللغة والنطق لدى الطفل، ويلاحظ كيفية تكوينه للجمل ونطق الكلمات.
  • تحديد نوع التأتأة: يتم تحديد ما إذا كانت التأتأة تتسم بنمط معين، مثل تكرار الأصوات، أو تأخر الكلمات، أو تأتأة بسبب التوتر.
  • تقييم الأداء في مواقف مختلفة: يمكن أن يتم تقييم أداء الطفل في مواقف مختلفة، مثل المحادثات العائلية أو المواقف الاجتماعية.
  • استبعاد أسباب أخرى: يتم استبعاد أسباب أخرى للتأتأة، مثل مشاكل في السمع.
  • تحديد الحاجة للتدخل: إذا كانت التأتأة تستمر لفترة طويلة وتؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي للطفل، قد يتم تحديد الحاجة للتدخل ووضع خطة علاجية.

يجب أن يكون تشخيص التأتأة شخصيًا ويعتمد على مجموعة من العوامل الفردية لكل طفل.
بناءً على هذا التقييم، يمكن لأخصائي النطق واللغة تحديد إذا كانت التأتأة بحاجة إلى تدخل وما هي الاستراتيجيات أو العلاجات المناسبة لمساعدة الطفل في تحسين مهارات النطق واللغة.

طرق علاج التأتأة عند الأطفال 

يتجاوز معظم الأطفال التأتأة بشكل تدريجي دون الحاجة إلى علاج خاص، إليك بعض النصائح للتعامل مع التأتأة عند الأطفال في سن مبكر:

  1. الاسترخاء والصبر: تجنب إظهار القلق أو الضغط على الطفل بسبب التأتأة، وكن صبورًا.
  2. تشجيع التواصل الإيجابي: قدم تشجيعًا إيجابيًا للطفل عندما يحاول التحدث، بغض النظر عن التأتأة.
  3. توفير وقت للتحدث: حاول إيجاد وقت هادئ للتحدث مع الطفل، وتجنب التسرع أو الضغط.
  4. التحدث بوضوح وببطء: حاول التحدث بوضوح وببطء، وكن مثالًا جيدًا للنطق السليم.
  5. تجنب الضغط: تجنب محاولة إجبار الطفل على التحدث عندما يتأتأ، فذلك قد يزيد من الضغط ويؤدي إلى تفاقم المشكلة.
  6. البحث عن دعم متخصص: في بعض الحالات، قد تحتاج التأتأة إلى تقييم من قبل متخصصي النطق واللغة، إذا استمرت المشكلة أو تأثرت حياة الطفل بشكل كبير، قد يكون من الضروري البحث عن مساعدة من أخصائيين.

في الغالب، يكون للأطفال القدرة على التغلب على التأتأة بمرور الوقت ومع دعم الأهل والبيئة المحيطة.
ولكن يُفضل دائمًا التحدث مع الأخصائيين والخبراء للحصول على تقييم دقيق لحالة الطفل واقتراحات للتعامل مع التأتأة بشكل فعال.

متى يجب مراجعة أخصائي النطق واللغة؟ 

قد يكون من المفيد التدخل المباشر من قبل أخصائي النطق في العلاج عندما:

  • تكون التأتأة مستمرة ولا تتحسن بشكل طبيعي مع مرور الوقت.
  • يظهر الطفل علامات على انحراف في التواصل أو التفاعل الاجتماعي بسبب التأتأة.
  • يبدو الطفل مضطربًا نفسيًا أو يعاني من قلق بسبب التأتأة.
  • تؤثر التأتأة بشكل كبير على تقدم الطفل في المدرسة أو الأنشطة الاجتماعية.

في حالة الشك أو القلق بشأن التأتأة، يفضل استشارة أخصائي النطق واللغة الذي يمكنه تقديم تقييم شامل وتوجيه حول الخطوات المناسبة لدعم الطفل في تحسين مهاراته في النطق واللغة.

أهمية العلاج المبكر للتأتأة عند الأطفال 

ينصح بالتدخل المبكر في علاج التأتأة لعدة أسباب، حيث يمكن أن يكون التأثير إيجابيًا على تطور اللغة والنطق لدى الأطفال. إليك بعض الأسباب التي تبرز أهمية التدخل المبكر:

  1. سهولة التصحيح: في مرحلة مبكرة، يكون الدماغ لدى الطفل قادرًا على تكييف نفسه بشكل أفضل، مما يسهل تصحيح نمط التأتأة وتطوير مهارات النطق بشكل أكثر فعالية.
  2. تشجيع نمو طبيعي للغة: التدخل المبكر يمكن أن يعزز نمو اللغة الطبيعي للطفل ويمنع حدوث تأخر في التطور اللغوي.
  3. تعزيز التفاعل الاجتماعي: عندما يتم التدخل في وقت مبكر، يمكن تحسين التفاعل الاجتماعي للطفل وتعزيز مشاركته في المحادثات والأنشطة الاجتماعية.
  4. تحسين تجربة التعلم: الأطفال الذين يعانون من التأتأة قد يواجهون تحديات في التعلم، والتدخل المبكر يمكن أن يساعد في تجنب تأثير ذلك على تجربة التعلم العامة.
  5. تقليل العواقب النفسية: قد يساعد التدخل المبكر في التقليل من الضغوط والتوتر النفسي الناتج عن التأتأة، وهو أمر يمكن أن يكون أكثر صعوبة في حالة تأخر التدخل.
  6. منع التأتأة الطويلة الأمد: بالتدخل المبكر، يمكن تحسين فرص التعافي من التأتأة والوقاية من تطورها إلى مشكلة طويلة الأمد.
  7. توجيه الأهل: يمكن للتدخل المبكر توجيه الأهل حول كيفية دعم الطفل في المنزل وتوفير بيئة تشجيعية للتحدث.