داء مينيير: الأعراض، الأسباب، العلاج

‎⁨داء مينيير

هل سمعت من قبل عن مرض مينيير الذي يصيب الأذن ويؤثر على السمع؟ تعرف في هذا المقال على أبرز المعلومات حول داء مينيير:

داء مينيير 

يعد داء مينيير -المعروف أيضًا باسم متلازمة مينيير (Meniere’s disease)- اضطراب مزمن في الأذن الداخلية يصيب عادة إحدى الأذنين وقد يؤثر على السمع ويسبب أعراضًا مزعجة.

قد يحدث مرض مينيير في أي عمر، ولكن عادةً ما يبدأ بين سن الأربعين والستين، ويصفه خبراء الصحة بأنه حالة مزمنة، ولكن هناك بعض العلاجات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتقليل تأثيرها على الحياة على المدى الطويل.

أعراض داء مينيير

غالبًا ما تشمل أعراض داء مينيير ما يلي:

1. الدوار (Vertigo)

يعد الدوار العرض الأكثر شيوعًا لداء مينيير، إذ يشعر المصابون بنوبات دوار شديدة.

قد تحدث هذه النوبات بشكل مفاجئ، وتستمر بمعدل عشرين دقيقة إلى عدة ساعات وغالبًا ما يصاحبها الغثيان والقيء.

2. ضعف السمع (Hearing Loss)

 قد يحدث ضعف سمع مؤقت أثناء النوبات، ولكنه قد يتطور بشكل تدريجي مع مرور الوقت، ضعف السمع عادة ما يحدث في أذن واحدة ولكن في بعض الحالات النادرة قد يحدث في كلتا الأذنين.

من الجدير بالذكر، أن فقدان السمع الذي يرتبط بمرض مينيير قد يكون عكسيًا خلال فترات النوبات وأثناء النوبة يكون الفقدان السمعي أكثر وضوحًا، ومع تحسن الحالة بعد النوبة قد يعود السمع إلى حالته الطبيعية بشكل جزئي أو كلي.

3. الطنين (Tinnitus)

يعاني المصابون بداء مينيير من الطنين والذي يتمثل بسماع أصوات مستمرة أو متقطعة في الأذن، مثل: الصفير أو الزنة.

4. امتلاء أو ضغط في الأذن (Fullness or Pressure)

 قد يعاني بعض المرضى المصابون بداء مينيير بشعور بالامتلاء أو الضغط داخل الأذن المصابة.

تكون هذه الأعراض عادة مترافقة معًا وتأتي وتذهب خلال نوبات مرض مينيير، يجب على الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض مراجعة طبيب متخصص في أمراض الأذن لتقديم التقييم والتشخيص والعلاج المناسب.

أسباب داء مينيير 

أسباب مرض مينيير ليست معروفة تمامًا، ولكن هناك عدة نظريات يعتقد خبراء الصحة أنها قد تلعب دورًا في تطوير هذا المرض, وتشمل النظريات الشائعة حول أسباب مينيير الآتي:

1. تراكم السائل في الأذن الداخلية (Endolymphatic Hydrops):

تشير هذه الفرضية إلى حدوث تراكم غير طبيعي للسائل المعروف باسم “endolymph” داخل الأذن الداخلية، والذي يعتبر مسبب أساسي لمرض مينيير.

 هذا التراكم يمكن أن يؤثر على القنوات الداخلية ويؤدي إلى الدوار وضعف السمع والطنين.

2. عوامل وراثية (Genetic Factors)

هناك بعض التفسيرات التي تشير إلى أن هناك عوامل وراثية قد تكون لها علاقة بمرض مينيير، فبعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض إذا كان لديهم تاريخ عائلي للحالة.

3. مشاكل في الجهاز المناعي (Immune System Issues)

يرجح بعض خبراء الصحة أن اضطرابات في جهاز المناعة قد تلعب دورًا في تطور مرض مينيير.

4. اضطرابات في القنوات الداخلية (Issues with Inner Ear Ducts)

قد تكون المشاكل الهيكلية في القنوات في الأذن الداخلية عاملًا مساهمًا في هذا المرض.

يرجى ملاحظة أنه حتى الآن، لا تزال أسباب مرض مينيير تحتاج إلى دراسة وبحث إضافي لفهمها بشكل أفضل.

تشخيص مرض مينيير 

يتطلب تشخيص مرض مينيير تقييمًا من مختصي أمراض الأذن، تشمل طرق التشخيص عادة ما يلي:

  • التاريخ الطبي والمقابلة السريرية: يبدأ الطبيب بسؤال المريض عن تاريخه الصحي، ومن الممكن أن يطلب من المريض وصف تفصيلي للأعراض التي يعاني منها، بما في ذلك الشدة ومدى تأثيرها على حياته اليومية.
  • اختبارات السمع: يجري الطبيب اختبارات السمع لتحديد مستوى ونوع الفقدان السمعي الذي يعاني منه المريض.
  • اختبارات التوازن: تشمل اختبارات التوازن اختبارات النظام الدهليزي والتوازن لتقدير وظيفة الأذن الداخلية، وما إذا كان هناك اختلالات في نظام التوازن في الأذن.
  • استبعاد الأسباب الأخرى: يحاول الطبيب استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض المشابهة للمرض، مثل: اضطرابات الأذن الأخرى، أو مشاكل الجهاز العصبي.
  • فحص الأذن الداخلية بالتصوير: قد يجري الطبيب فحص بالتصوير الطبي، مثل: الموجات فوق الصوتية، أو الرنين المغناطيسي لاستبعاد المشاكل في الهياكل الداخلية للأذن.

بعد إجراء هذه الاختبارات وتحليل النتائج، يمكن للطبيب تأكيد تشخيص مرض مينيير والتحدث مع المريض حول خيارات العلاج وإدارة الحالة.

علاج داء مينيير 

يهدف علاج مرض مينيير إلى تخفيف الأعراض وإدارة المرض بشكل فعال، وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي لمرض مينيير، إلا أن هناك عدة خيارات علاجية تتضمن:

  1. تغييرات في النظام الغذائي: يمكن لبعض المرضى تجنب الأطعمة والمشروبات التي يعتقد أنها قد تزيد من تكرار النوبات مثل الكافيين والملح، فتجنب الأطعمة المحتوية على مستويات مرتفعة من الصوديوم قد يساعد في تقليل احتباس السائل في الأذن الداخلية.
  2. الأدوية: يمكن أن تساعد بعض الأدوية في تقليل الدوار والغثيان خلال النوبات، ومنها:
  • الديازيبام (Diazepam) وغيرها من العقاقير المهدئة.
  • الأدوية المضادة للقيء مثل الميتوكلوبراميد (Metoclopramide)، والبروميثازين (Promethazine).
  1. العلاج الفيزيائي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي وتمارين التوازن في تحسين التوازن وتقليل الدوار.
  2. العلاج الجراحي: يتم اعتبار الجراحة عادةً كخيار علاجي للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى، ومن الجراحات الشائعة لعلاج مرض مينيير:
  • جراحة كيس اللمف الباطن (Endolymphatic Sac Decompression): إذ يتم إنشاء فتحة صغيرة في القناة الدهليزية لتصريف السوائل الزائدة.
  • جراحة التوجيه (Shunt Surgery): حيث يتم إدخال أنبوب لتصريف السوائل الدهليزية.

من الجدير بالذكر، أن خيارات العلاج تختلف حسب حالة المريض وشدة الأعراض، فيجب على المرضى الاستشارة بشكل دقيق مع طبيبهم للتقييم واختيار العلاج الأنسب لحالتهم.