سرطان عنق الرحم: إليك الدليل الشامل

سرطان عنق الرحم

هل تعلم أن سرطان عنق الرحم يصنف رابع أكثر السرطانات شيوعًا بين النساء في العالم؟ تعرف في هذا المقال على أبرز المعلومات حول سرطان عنق الرحم:

سرطان عنق الرحم

يعد سرطان عنق الرحم نمواً غير طبيعياً للخلايا التي تبدأ في عنق الرحم -عنق الرحم هو قناة صغيرة تصل بين الرحم والمهبل- يصيب عادةً السيدات بعد عمر الـ 30 عاماً.

من الجدير بالذكر، أن هذا النوع من السرطان يصنف من الأمراض القابلة للعلاج في حال تم تشخيصها مبكرًا.


أنواع سرطان عنق الرحم

ينقسم سرطان عنق الرحم إلى نوعين حسب الخلايا المكونة للسرطان:

1. سرطان الخلايا الحرشفية

يعد سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma) من أكثر أنواع سرطانات عنق الرحم انتشاراً، يصيب نحو 70% من الحالات.

تغطي الخلايا الحرشفية الجزء الخارجي من عنق الرحم، وعندما يصيب السرطان هذه الخلايا فإنها تبدأ في التكاثر والانقسام على نحو غير طبيعي. 

2.السرطان الغدي 

ويعد السرطان الغدي (Adenocarcinoma) أقل شيوعًا من سرطان الخلايا الحرشفية، إذ يمثل نحو 25% من الحالات، ويصعب تشخيصه لأنه يبدأ أعلى في عنق الرحم في الخلايا الغددية المنتجة للمخاط.

أعراض سرطان عنق الرحم

نادرًا ما تتسبب التغيرات السرطانية في خلايا عنق الرحم في ظهور الأعراض، لكن في حال تطور المرض قد تظهر الأعراض الآتية:

  • نزيف مهبلي بين فترات الدورة الشهرية.
  • نزيف أثناء الحيض يكون أثقل وأطول من المعتاد.
  • ألم شديد في أثناء الجماع.
  • نزيف بعد الجماع.
  • آلام الحوض.
  • نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث، والتي تعرف بفترة انقطاع الطمث وتحدد بانقطاع الطمث لمدة عام أو أكثر.
  • تغيير في لون ورائحة الإفرازات المهبلية.

أسباب سرطان عنق الرحم

تُعزى أسباب الإصابة غالباً بسبب العدوى المستمرة وبعض عوامل الخطر الأخرى منها:

1.فيروس الورم الحليمي البشري

تعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي ((Human papillomavirus (HPV) العامل الأكثر شيوعًا للإصابة بسرطان عنق الرحم، ويمكن الإصابة به أثناء العلاقة الزوجية الحميمة.

إذ يتسبب فيروس الورم الحليمي البشري بتغيير في  الحمض النووي (DNA) وهو المادة الوراثية المكونة للخلايا الطبيعية، وتجعلها تتكاثر على نحو غير طبيعي فتسبب السرطان.

2.التدخين

يعد التدخين أحد عوامل الخطر المسببة للإصابة بسرطان عنق الرحم وتفاقم أعراضها، فعند الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري يتسبب التدخين بطول فترة العدوى واستمرارها وعدم علاجها تلقائياً. 

3.ضعف الجهاز المناعي 

يعد ضعف الجهاز المناعي من العوامل المؤثرة في الإصابة سرطان عنق الرحم، إذ يعد الجهاز المناعي بمثابة خط الدفاع ضد الفيروسات والجراثيم الضارة.

فعندما يضعف لا يستطيع الجسم الدفاع ضد الفيروسات، ويصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والسرطانات.

4.أدوية الوقاية من الإجهاض  

قد تسبب أدوية الوقاية من الإجهاض حدوث سرطان عنق الرحم الغدي، إذ كانت تستخدم مادة ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول للوقاية من الإجهاض عن طريق تحفيز الإستروجين و البروجسترون في المشيمة لزيادة إنتاجهم.

تشخيص سرطان عنق الرحم

يشخص الأطباء سرطان عنق الرحم عن طريق  اختبارات الكشف الآتية:

1.اختبار مسحة عنق الرحم 

يجرى فحص مسحة عنق الرحم (Pap Smear) عن طريق تجميع خلايا من عنق الرحم، ُتفحص هذه الخلايا بالمعمل لاكتشاف أي تغيير في الخلايا المجمعة.

كما يمكن لهذا الاختبار الكشف عن الخلايا التي طرأ عليها تغييرات تزيد خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.

2.اختبار الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري

يقوم الطبيب بفحص عينة من خلايا عنق الرحم لتحديد وجود فيروس الورم الحليمي البشري، ويعد اختبار الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري  (HPV DNA Test) مفيدًا لتحديد مدى تقدم سرطان عنق الرحم.

3.الفحص بواسطة منظار

إذا كان هناك إصابة محتملة بسرطان عنق الرحم، فيجري الطبيب المختص الفحص بواسطة المنظار (Colposcopy)، إذ يستخدم أداة تكبير خاصة تسمى منظار المهبل، للتحقق من علامات السرطان، وعن طريق المنظار يؤخذ عينات تسمى بالخزعة. 

من الجدير بالذكر، أن التقييمات والاختبارات المذكورة أعلاه تساهم في تأكيد التشخيص وتحديد خطة العلاج وفقاً لمرحلة تقدم المرض.

علاج سرطان عنق الرحم

يعتمد علاج سرطان عنق الرحم على عوامل عدة، بما في ذلك مرحلة تقدم المرض، وحجم الورم، والحالة الصحية العامة للمريضة. قد يشمل العلاج واحد أو أكثر من الخيارات التالية:

1.الجراحة

فيما يلي خيارات جراحة علاج هذا النوع من السرطان:

استئصال عنق الرحم (Hysterectomy): قد يقوم الطبيب بإزالة عنق الرحم بأكمله.

اللمفاوي القطعي (Lymph Node Dissection): يمكن أن يتضمن الإجراء إزالة العقد اللمفاوية للتحقق من انتشار السرطان.

2.العلاج الإشعاعي (Radiation Therapy)

قد يلجأ الطبيب إلى الإشعاع لتدمير الخلايا السرطانية أو لتقليل حجم الورم، يمكن استخدامه كعلاج قبل للجراحة أو بعدها للتحقق من القضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.

3.العلاج الكيميائي (Chemotherapy)

 يشمل استخدام الأدوية الكيميائية لقتل الخلايا السرطانية أو تقليل حجم الورم، قد يتم استخدامه كعلاج مستقل أو بالتزامن مع الجراحة أو الإشعاع.

4.العلاج المستهدف (Targeted Therapy)

يستهدف بشكل محدد خلايا الورم دون التأثير على الخلايا السليمة، يمكن استخدامه كجزء من العلاج الكيميائي.

5.العلاج بالهرمونات (Hormone Therapy)

يستخدم في بعض الحالات التي تعتمد على الهرمونات، إذ يهدف إلى منع تأثير الهرمونات على نمو السرطان.

الوقاية من سرطان عنق الرحم 

لا يمكنك دائمًا منع الإصابة بسرطان عنق الرحم، إليك هذه النصائح  لخفض فرص الإصابة به:

1. لقاح فيروس الورم الحليمي البشري 

يحمي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري من الثآليل التناسلية ويقلل من فرصة الإصابة بسرطان عنق الرحم.

إذ  يساعد اللقاح الجهاز المناعي في التعرف على الفيروس، ليتمكن بدوره من محاربة الفيروس عندما يصيب الجسم. .

2. فحص عنق الرحم بانتظام

يجرى فحص عنق الرحم عن طريق اختبار مسحة عنق الرحم، إذ يساعد في العثور على أي تغييرات في خلايا عنق الرحم وعلاجها قبل أن تتحول إلى سرطان.

يجب إجراء هذا الفحص كل 5-10 سنوات بدءًا من سن 30 وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، كما يشجع خبراء الصحة إجراء فحص فيروس الورم الحليمي البشري عند سن 35 عام، وإعادة الفحص عن سن 45 عام. 

3. تعديل نمط الحياة

فيما يأتي أبرز النصائح التي قد تساعدك في الحصول على نمط حياة صحي:

  • تجنب التدخين، إذ يزيد التدخين من خطر الإصابة به
  • احرص على التغذية السليمة، وتناول الفيتامينات باستشارة الطبيب لتقوية جهاز المناعة لمحاربة الفيروسات والأمراض منها فيروس الورم الحليمي البشري.
  • مارس التمارين الرياضية بانتظام، فهي تساعدك في الحفاظ على وزن صحي وتقوية جهاز المناعة.