ضعف السمع: إليك الدليل الشامل

ضعف السمع

هل تعلم أن العدوى الفيروسية قد تسبب ضعف السمع عن الأشخاص؟ تعرف في هذا المقال على ضعف السمع، وأعراضه، وأسبابه، وطرق تشخيصه وعلاجه والوقاية منه:

ضعف السمع

ضعف السمع هو حالة تتصف بانخفاض القدرة على السمع بشكل عام، وقد يؤثر نقص السمع على أحد الأذنين أو كليهما، يمكن أن يكون ضعف السمع خفيفًا، أو متوسطًا، أو شديدًا، ويمكن أن يتفاوت في الدرجة بناءً على سببه وشدته.

يصاب العديد من الأشخاص بنقص السمع، ويشمل ذلك فئات عمرية مختلفة، بدءًا من الرضع والأطفال وصولاً إلى كبار السن، قد يكون نقص السمع نتيجة التقدم في العمر، حيث تتدهور قدرة الأذن على استقبال وتحليل الأصوات بشكل طبيعي، أو قد يحدث لأسباب أخرى مختلفة.

يساعد الكشف المبكر عن نقص السمع في تحديد أي مشاكل في السمع في وقت مبكر قبل أن تصبح أكثر خطورة أو تؤثر سلبًا على الحياة اليومية للفرد.

أنواع ضعف السمع

هناك عدة أنواع مختلفة لنقص السمع، وتشمل:

1- ضعف السمع التوصيلي (Conductive Hearing Loss)

 يحدث فقدان السمع التوصيلي أو الانتقالي نتيجة لعدم انتقال الصوت بشكل صحيح من الجزء الخارجي للأذن إلى الأذن الوسطى والداخلية.

 يمكن أن يكون السبب عيوب في القناة السمعية الخارجية، أو التهابات الأذن الوسطى، أو تراكم شمع الأذن، أو تصلب عظيمات الأذن الوسطى أو غيرها من الأسباب التي تعيق مرور الصوت.

2- ضعف السمع الحسي العصبي (Sensorineural Hearing Loss)

 يحدث نقص السمع الحسي العصبي نتيجة لمشاكل في الأذن الداخلية أو العصب السمعي المسؤول عن تحويل الأصوات إلى إشارات عصبية يمكن للدماغ استيعابها.

 يمكن أن يكون السبب عوامل وراثية، أو تقدم في العمر، أو التعرض المفرط للضوضاء، أو اصابات الرأس، أو الأمراض المزمنة.

3- ضعف السمع المختلط (Mixed Hearing Loss)

 يحدث نقص السمع المختلط عندما يكون هناك ضعف سمع توصيلي و ضعف سمع حسي عصبي في نفس الوقت، يعني ذلك وجود مشكلة في الجزء الخارجي أو الأذن الوسطى وفي الأذن الداخلية أو العصب السمعي.

4- ضعف السمع الوظيفي (Functional Hearing Loss)

 يشير فقدان السمع الوظيفي إلى وجود صعوبات في السمع دون وجود عيوب في الجهاز السمعي نفسه، يمكن أن يكون سببه العوامل النفسية أو الانفعالية.

تشخيص نقص السمع يتطلب زيارة أخصائي السمع المؤهل وإجراء اختبارات السمع المناسبة، سيتمكن الأخصائي من تحديد نوع وسبب فقدان السمع ووضع خطة علاجية مناسبة تتناسب مع الحالة الفردية.

أعراض ضعف السمع

هناك الكثير من العلامات التي قد تدل على الإصابة في ضعف في السمع، من بينها ما ياتي:

  1. صعوبة في سماع الأصوات الخافتة أو الكلام الهامس.
  2. الشعور بعدم القدرة على سماع بعض الأصوات عندما يتكلم الآخرون، وخاصةً في البيئات الصاخبة.
  3. الحاجة إلى طلب تكرار الكلمات أو العبارات بشكل متكرر.
  4. صعوبة في متابعة المحادثات الجماعية أو المحادثات عبر الهاتف.
  5. الشكوى من ارتفاع مستوى الصوت المطلوب لسماع التلفزيون أو الراديو من قبل المقربون.
  6. طنين الأذن المستمر أو المتكرر، وهو صوت يمكن أن يكون مزعجًا أو مؤلمًا.
  7. الشعور بالانعزال أو الانسحاب الاجتماعي، حيث يمكن أن يؤثر ضعف السمع على القدرة على التواصل والمشاركة الاجتماعية.

إذا كنت تلاحظ وجود أيًا من هذه العلامات، ينبغي عليك زيارة أخصائي السمع المؤهل، سيتمكن الأخصائي من إجراء تقييم متخصص لسمعك وتوجيهك بشأن الخطوات اللازمة لتشخيص وعلاج نقص السمع إذا تم تأكيده.

أسباب ضعف السمع

هناك عدة أسباب للإصابة في ضعف السمع، من بينها ما يلي:

1- التقدم في العمر

 يعد التقدم في العمر أحد أكثر أسباب ضعف السمع شيوعًا، إذ يمكن أن يتدهور السمع مع مرور الوقت بسبب التعرض لعوامل مثل الضوضاء المفرطة والتقدم في العمر.

2- التعرض للضوضاء

 يمكن أن يسبب التعرض المفرط للضوضاء العالية والصوت المرتفع ضعفًا في السمع، قد يكون ذلك نتيجة للعمل في بيئات صاخبة أو التعرض لأحداث مثل الحفلات الموسيقية الصاخبة أو استخدام أدوات مزعجة.

3- التعرض للمواد السامة

 إذ أن بعض المواد الكيميائية والمواد السامة يمكن أن تسبب ضررًا للأذن الداخلية وتؤدي إلى ضعف السمع. 

4- العوامل الوراثية

 قد يكون للعوامل الوراثية دور في الإصابة بمشكلات السمع، فبعض الأشخاص يصبحون أكثر عرضة للتطورات الجينية التي تؤثر على وظيفة الأذن والسمع.

5- الأمراض والإصابات

قد تتسبب بعض الأمراض والإصابات في حدوث ضعف السمع، ومن الأمثلة على ذلك: العدوى البكتيرية، أو الفيروسية في الأذن، وأمراض القنوات السمعية، واصابات الرأس الشديدة.

تشخيص ضعف السمع

تشخيص ضعف السمع ينطوي على سلسلة من الخطوات التي تهدف إلى تحديد حجم الضعف في السمع وتحديد سببه، إليك بعض الخطوات الشائعة لتشخيص انخفاض القدرة على السمع:

  1. استشارة طبيب الأذن أو أخصائي السمع: ينبغي التوجه إلى طبيب الأذن والسمع المتخصص لتقييم الحالة وإجراء الفحوصات اللازمة، إذ يتم سؤالك عن تاريخك الطبي السمعي، والأعراض التي تعاني منها.
  2. الفحص البدني للأذن: يتضمن فحص الأذن الخارجية والقناة السمعية للتحقق من وجود أي عوامل تؤثر على السمع مثل التهاب الأذن الخارجية أو وجود جسم غريب.
  3. اختبار السمع: يمكن أن يتضمن اختبار السمع العديد من الاختبارات مثل اختبار السمع للأصوات النقية (Pure Tone Audiometry)، واختبار السمع الكلامي (Speech Audiometry)، إذ يتم خلال هذه الاختبارات قياس حساسية الأذن للأصوات وقدرة الشخص على سماع الكلام لتحديد درجات ضعف السمع.
  4. الفحوصات الإضافية: في بعض الحالات، يمكن أن يتطلب تشخيص فقدان السمع إجراء فحوصات إضافية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير الاشعاعي.

تشخيص فقدان السمع يساعد في تحديد الحالة الحالية للسمع وتحديد السبب الكامن ودرجة الفقدان في السمع.

استشارة طبيب الأذن والسمع المتخصص هي الخطوة الأولى الهامة للحصول على تشخيص دقيق و خطة علاج مناسبة.

علاج ضعف السمع

يعتمد علاج ضعف السمع على سببه وشدته، هناك عدة خيارات علاجية لضعف السمع، بما في ذلك:

  1. السماعات الطبية: تعتبر السماعات الطبية واحدة من الخيارات الرئيسية لعلاج فقدان السمع، إذ تعمل السماعات الطبية على تضخيم الأصوات وتعزيز القدرة على السمع، ويتم تخصيص السماعات الطبية وفقًا لاحتياجات الفرد ودرجة فقدان السمع.
  2. زراعة القوقعة: في حالات ضعف السمع الشديد جدًا أو الصمم الشديد، قد ينصح الأطباء بإجراء عملية زراعة قوقعة، إذ تعمل هذه العملية على استبدال القوقعة التالفة بجهاز طبي يحل محل وظيفتها.
  3. علاج الأسباب الأخرى: إذا كان ضعف السمع ناجمًا عن أسباب قابلة للعلاج مثل: الالتهابات، أو الاضطرابات المرضية، فقد يتطلب العلاج المناسب استهداف وعلاج تلك الأسباب الأساسية.
  4. التواصل والتوجيه: قد يوصي الأطباء بتوجيه المرضى الذين يعانون من ضعف السمع لتطوير مهارات التواصل واستخدام الوسائل المساعدة الأخرى مثل تقنية الكتابة أو تعلم لغة الإشارة.

من الدير بالذكر، أنه مهما كانت الخيارات العلاجية المتاحة، فإن استشارة طبيب الأذن أو أخصائي السمع المتخصص تعد أمرًا هامًا لتحديد الخطة العلاجية الأنسب لحالة فقدان السمع، إذ يجب أن يتم تخصيص العلاج وفقًا لاحتياجات وظروف كل فرد بشكل فردي.

نصائح للوقاية من ضعف السمع

للوقاية من ضعف السمع والحفاظ على صحة الأذن، يمكن اتباع بعض النصائح التالية:

  1. حماية الأذن من الضوضاء: تجنب التعرض للضوضاء العالية والصوت المرتفع لفترات طويلة، واستخدام وسائل الحماية السمعية مثل سدادات الأذن أو سماعات الأذن الواقية عند التواجد في بيئات صاخبة مثل حفلات الموسيقى أو الأماكن الصناعية.
  2. تجنب استخدام الأدوات الضارة: تجنب إدخال الأجسام الغريبة إلى الأذن، مثل الأعواد القطنية أو الأدوات الحادة، وتجنب استخدام قطرات الأذن دون استشارة الطبيب.
  3. التقليل من استخدام السماعات الرأسية: تجنب استخدام السماعات الرأسية بصوت عالٍ لفترات طويلة، وضبط مستوى الصوت على مستوى منخفض.
  4. الحفاظ على النظافة الجيدة للأذن: تنظيف الأذن بلطف باستخدام قطعة قماش ناعمة وتجنب إدخال الأجسام الغريبة في الأذن.
  5. الحفاظ على الصحة العامة: يتضمن ذلك الحفاظ على نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب التدخين والإفراط في تناول الكحول.
  6. احترام فترات الراحة: تأخذ فترات راحة من الضوضاء والصوت المرتفع للسماح للأذن بالاستراحة والتعافي.
  7. الكشف المبكر والفحص الدوري: يوصى بإجراء فحص السمع بشكل دوري للكشف المبكر عن أي تغييرات في السمع واتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب.

باتباع هذه النصائح، يمكنك الحفاظ على صحة الأذن والوقاية من ضعف السمع، لكن في حال كان لديك أي مخاوف أو أعراض متعلقة بضعف السمع، يُنصح بالحصول باستشارة أخصائي السمع لتقييم الحالة وتوجيهك بشأن الخطوات المناسبة.