هل سبق أن أحسست بأن الجدران تكاد تنطبق عليك أثناء تواجدك في مصعد أو غرفة ضيقة؟ وأن جميع أطرافك ترتجف وأنك لا تستطيع التنفس؟ هل سبق أن بدأت الأفكار السلبية بمهاجمتك، ورسم عقلك سيناريوهات لا نهائية لموتك، وانتابتك نوبات الهلع والذعر إذا حوصرت في مكان ضيق؟ قد تكون عزيزي القارئ مصاب بفوبيا الأماكن الضيقة.
تعرف في هذا المقال على فوبيا الأماكن الضيقة، وأعراضها، وأسبابها، وطرق تشخيصها وعلاجها:
فوبيا الأماكن الضيقة (Claustrophobia)
تعرف فوبيا الأماكن الضيقة (Claustrophobia) بالخوف الشديد من الأماكن المغلقة أو الضيقة، قد يكون الخوف مبرر في بعض الحالات ولكن في حالة فوبيا الأماكن الضيقة يكون الخوف شديدًا وغير مبرر ولا يتماشى مع الخطر الفعلي للموقف.
يصبح الخوف من الأماكن الضيقة فوبيا إذا تعارض مع أنشطتك اليومية في العمل أو المدرسة إلى الحد الذي يعيق حياتك اليومية، وقدرتك على العمل بكفاءة، والتأثير على علاقتك مع الآخرين.
تعد الأنفاق والطائرات والمصاعد المحفزات الشائعة لفوبيا الأماكن الضيقة.
أعراض فوبيا الأماكن الضيقة
تتشابه أعراض هذا النوع من الفوبيا بأعراض القلق ونوبات الهلع، وتشمل ما يلي:
أعراض جسدية
إذ تتمثل الأعراض الجسدية بالتالي:
- الارتجاف والتعرق.
- قشعريرة.
- ضيق أو سرعة التنفس.
- جفاف بالفم.
- إحساس بالاختناق.
- ألم بالصدر وتسارع في ضربات القلب.
- إحساس بالخدر أو الوخز.
- غثيان المعدة.
- دوار وشعور بالإغماء.
- طنين الأذن.
أعراض نفسية
تشمل الأعراض النفسية على ما يلي:
- الخوف من فقدان السيطرة.
- الخوف من الإغماء.
- الشعور بالرعب.
- الشعور الساحق بالقلق والتوتر.
- الرغبة المُلحة في الهروب.
- الخوف من الموت.
- الشعور بالخوف غير المبرر وصعوبة السيطرة عليه.
أسباب فوبيا الأماكن الضيقة
لا يوجد أسبابًا محددة لهذه الفوبيا، ولكن يعتقد الخبراء أن بعض الأسباب يمكن أن تشمل ما يلي:
تجربة صادمة في الطفولة
أشار بعض البالغين المصابين بفوبيا الأماكن الضيقة إلى تعرضهم لحادث أو أكثر، حيث حوصروا في مكان مغلق أو ضيق في طفولتهم.
التعرض لموقف يحفز الفوبيا
التعرض لموقف يحفز الفوبيا مثل الاحتجاز في مصعد أو التعرض لاضطراب شديد على متن طائرة.
التاريخ العائلي للمرض
إذا نشأت في بيت مع والد يعاني من فوبيا الأماكن الضيقة، وشاهدت معاناته مع الأماكن الضيقة قد يتطور لديك فوبيا الأماكن الضيقة.
بنية الدماغ
يعتقد الأطباء أن المواد الكيميائية العصبية تحفز منطقة اللوزة في مخك أثناء الخوف، كما يمكن أن تلعب الجينات دورا في الإصابة إذا كان لديك طفرة أو عيبا جينيا.
كيف تشخص فوبيا الأماكن الضيقة
إن كنت تشعر بالخوف من الأماكن المغلقة وتتجنب المواقف التي قد تواجه فيها أماكن ضيقة، على الأغلب أنت تعاني من فوبيا الأماكن الضيقة.
سيرغب الطبيب المعالج التفريق بين الخوف المصاحب للإصابة بفوبيا الأماكن الضيقة والخوف الناتج عن مشكلة صحية أو اضطراب نفسي، حيث أن الفوبيا تعيق الحياة الطبيعية وتحول دون القيام بالمهام اليومية.
سُيطلب منك الطبيب ملء استبيان، وسُتسأل عن تأثير الفوبيا على حياتك اليومية وعلاقاتك مع الآخرين، وشدة خوفك وكيف تتعامل معه، وسوء الأعراض التي تشعر بها، ومسببات هذه الأعراض.
قد يسألك طبيبك عن نفسك، وحياتك، والتاريخ الطبي، والضغوطات التي تتعرض لها، وإذا كنت تتناول أي أدوية، وسيجري فحصًا بدنيا.
قد تُشخص بفوبيا الأماكن الضيقة إن كنت تعاني من الآتي:
- خوف شديد من الأماكن الضيقة منذ أكثر من ستة أشهر.
- تشعر بقلق وخوف إتجاه أشياء محددة، في مثل هذه الحالة المصعد أو سيارة صغيرة.
- تشعر بالخوف والقلق دائمًا بمجرد مواجهة خوفك المحدد أو التفكير في موقف مخيف.
- كان خوفك لا يتناسب مع الموقف الفعلي.
- تتجنب المواقف التي تثير خوفك وتوترك أو تتحملها بخوف شديد وقلق.
علاج فوبيا الأماكن الضيقة
هناك العديد من الطرق المعتمدة في علاج فوبيا الأماكن الضيقة والتي تشمل ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي
يركز هذا النوع من العلاج على التحكم في الفوبيا عن طريق تغيير مشاعرك وتفكيرك وتصرفاتك، فهو علاج منظم تقوم فيه بما يلي:
- شرح مشاعرك واعراضك.
- تتعلم كيفية التحكم وتقييم وتغيير طريقة تفكيرك.
- التصدي لفوبيا الأماكن الضيقة بدلا من الهروب منها.
- تتعلم كيفية إبقاء عقلك وجسمك هادئ.
- تستخدام مهارات حل المشكلة للتعامل مع مخاوفك بشكل أفضل.
العلاج بالتعرض
وهو نوع معين من العلاج السلوكي المعرفي، تواجه في هذا النوع من العلاج مخاوفك بالتدريج، مع التعرض المستمر تصبح أكثر قدرة على التغلب على ما تخشاه.
يتضمن العلاج بالتعرض مواجهة ما تخشاه مباشرة أو النظر إلى صور، ويمكنك أيضا استخدام نظارة الواقع الافتراضي لمحاكاة مخاوفك بحيث تظل في مكان آمن، كما يشمل العلاج بالتعرض عدة أنواع مثل:
التعرض التدريجي
تستخدم فيه تقنيات الاسترخاء والتخيل المخصصة عند التعرض للقلق المرتبط بالفوبيا، إذ يتعرض المريض لمواقف محفزة لمخوافه ببطء، بينما يركز المصاب على تحقيق الاسترخاء الجسدي والعقلي.
في النهاية، يمكن للمرء مواجهة مصدر خوفه دون الشعور بالقلق.
العلاج الاستفزازي
إذ تُحفز فيه مخاوف المريض حتى يتعرض لنوبة قلق وتمر، فإدراك المصاب أنه واجه أكثر الأشياء أو المواقف المروعة له، ولم يسبب له أي ضرر فعلي، يعطيه دافعا قويا.
النمذجة
يشاهد المريض أشخاصًا آخرين يتصدون لمخاوفهم بشجاعة و يواجهونها، فهذا يُشجع المريض على تقليد تلك الثقة.
هل تستخدم الأدوية لعلاج فوبيا الأماكن الضيقة
قد توصف بعض الأدوية لعلاج أعراض القلق والخوف بجانب العلاج النفسي وتقنيات التعامل مع الفوبيا مثل مضادات القلق ومضادات الاكتئاب.
