ما هو اضطراب ثنائي القطب؟

اضطراب ثنائي القطب

قد يظن بعض الأشخاص أنهم يعانون من اضطراب ثنائي القطب لأنهم يمرون أحيانًا ببعض التقلبات المزاجية الطفيفة التي قد تستمر لعدة ساعات فقط ثم تنقضي بسلام.

لكن حقيقة هذا الاضطراب أعمق من ذلك بكثير، فالتقلبات المزاجية التي يعانيها المصابون بهذه الحالة تستمر لعدة أيام وقد تصل إلى شهور، كما أنها تؤثر في مسار حيواتهم وقد يصل الأمر إلى الانتحار في بعض الحالات.

تعرف في هذا المقال على اضطراب ثنائي القطب، وأنواعه، وأعراضه، وطرق علاجه:

اضطراب ثنائي القطب

يعد اضطراب ثنائي القطب حالة عقلية تتميز بتغيرات مزاجية كبيرة بين الهوس والاكتئاب التي يصعب التحكم فيها أو تجاوزها، ويُعرف أيضًا باسم الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.

يمر الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بفترات يشعرون فيها بفرط الحماس والسعادة والنشاط، وفترات أخرى من اليأس والإحباط الشديدين وعدم الرغبة في القيام بأي شيء، وبين هذه وتلك فإنهم يشعرون بأنهم طبيعيون وتكون حالتهم المزاجية مستقرة تمامًا.

وهذه الحالة ليست نادرة الحدوث، فتبعًا للمعهد الوطني للصحة العقلية بالولايات المتحدة أن 2.8% من البالغين قرابة خمسة مليون شخص يعانون من هذا الاضطراب.

أنواع اضطراب ثنائي القطب

توجد عدة أنواع للاضطراب الوجداني ثنائي القطب التي تختلف وفقًا للفترات التي تستمر بها النوبات، وتتضمن النوع الأول، والنوع الثاني، واضطراب المزاج الدوري، وأنواع أخرى غير محددة.

لكن قبل التعرف على أنواع اضطراب ثنائي القطب ينبغي أن نعرف بعض المصطلحات المرتبطة بالمرض، مثل:

نوبات الهوس (manic episodes)

 وهي فترات يشعر فيها الشخص بحالة من الإثارة والحماس والثقة المفرطة التي قد تدعوه لاتخاذ قرارات متهورة، كما يعاني بعض الأشخاص من الهلوسة وتصديق وإتباع بعض الأوهام.

نوبات الهوس الخفيف (hypomanic episodes)

 وهي نوبات يشعر فيها الشخص بحالات من الإثارة والحماس أكثر اعتدالًا وأقل خطورة.

نوبات الاكتئاب (depressive episodes)

 هي فترات يعاني فيها الشخص من الحزن الشديد وفقدان الشغف وعدم الرغبة في القيام بأي شيء، مما يؤثر في حياته ويعيق استمراريتها بشكلها الطبيعي، ويسمى هذا النوع من الاكتئاب باكتئاب ثنائي القطب.

النوع الأول من اضطراب ثنائي القطب

يمكن تعريف هذا النوع بحدوث نوبة هوس جنونية واحدة قد تستمر لمدة أسبوع على الأقل، وتكون شديدة لدرجة أن الشخص قد يحتاج إلى الرعاية الطبية الفورية.

ويمكن أن يمر الشخص أيضًا بفترات من الهوس الخفيف أو الاكتئاب الذي يستمر على الأقل لأسبوعين قبل وبعد تلك النوبة الجنونية من الهوس.

وقد يكون الشخص في حالة مزاجية مستقرة وطبيعية تمامًا قبل الدخول في هذه النوبات.

النوع الثاني من اضطراب ثنائي القطب

يمر الشخص في هذا النوع من الاضطراب بتقلبات مزاجية كالنوع الأول ولكنها أقل حدة منه.

حيث يعاني الشخص فيه من نوبة اكتئاب تستمر تقريبًا لمدة أسبوعين، وأيضًا نوبة من الهوس الخفيف تصل إلى أربعة أيام.

ويشيع النوع الثاني من الاضطراب في النساء أكثر من الرجال.

اضطراب المزاج الدوري (Cyclothymia)

يُعرف هذا الاضطراب بأنه هو النوع الثالث من الاضطراب، ويعاني فيه الشخص من أعراض الهوس الخفيف والاكتئاب المتكررة، ولكنها ليست بنفس شدة النوع الأول والثاني، وأيضًا لا تدوم النوبات لفترات طويلة.

اضطراب ثنائي القطب غير المحدد (Unspecified bipolar disorder)

وُضع هذا التصنيف لوصف الحالات التي يعاني فيها الشخص من أعراض بسيطة من تقلبات المزاج والهوس الخفيف التي لا تستمر لفترة كافية لاعتبارها نوبات واضحة.

أعراض اضطراب ثنائي القطب

تعد أعراض الهوس أو الهوس الخفيف والاكتئاب هي السمات الرئيسية لاضطراب ثنائي القطب.

وتختلف صورة هذه الأعراض وفقًا لكل نوع من أنواع هذا الاضطراب.

أعراض نوبات الهوس

  1. الإثارة والسعادة المفرطة.
  2. سرعة الكلام وضعف التركيز وتشتت الانتباه.
  3. الاندفاع والإقبال على فعل أشياء خطيرة.
  4. تغيرات مفاجئة وسريعة في المزاج بين الفرح والغضب والانفعال والعداء.
  5. الاحساس بطاقة كبيرة وعدم الحاجة إلى النوم.
  6. الاحساس بالشبع وفقدان الشهية للطعام.
  7. الثقة المفرطة بالنفس ووضع خطط غير واقعية، اتخاذ قرارات جنونية.
  8. الإقبال على تعاطي الكحول والمخدرات.
  9. ارتفاع الرغبة الجنسية بشكل غير طبيعي.

تتشابه أعراض نوبات الهوس الخفيف مع الأعراض السابقة، ولكنها تكون أقل خطورة.

أعراض نوبات الاكتئاب

  1. الحزن واليأس الشديدين.
  2. الشعور بفقدان الثقة وعدم القيمة.
  3. نوبات من البكاء الشديد التي لا يمكن السيطرة عليها.
  4. فقدان الشغف وعدم الرغبة في القيام بأي شيء حتى الأمور التي يحبها الشخص.
  5. التحدث ببطء.
  6. النسيان وفقدان التركيز.
  7. الأرق والحاجة المتزايدة إلى النوم.
  8. تغيرات في الشهية تسبب زيادة الوزن أو نقصانه.
  9. زيادة التفكير في الموت، وربما يقبل الشخص على الانتحار.

اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال

يعد تشخيص هذا الاضطراب في الأطفال أمرًا مثيرًا للجدل، إذ لا يُظهر الأطفال نفس الأعراض مثل البالغين، كما لا يتبع مزاجهم وسلوكياتهم أيضًا المعايير التي يستخدمها الأطباء لتشخيص الاضطراب لدى البالغين.

كما تتداخل العديد من أعراض ثنائي القطب التي تحدث عند الأطفال مع أعراض بعض الحالات الأخرى، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ((Attention-deficit/hyperactivity disorder (ADHD).

يمر جميع الأطفال بتغيرات مزاجية طبيعية، ولكن أعراض هذا الاضطراب مميزة وتكون أكثر تطرفًا من التغيرات المزاجية النموذجية في الأطفال.

اضطراب ثنائي القطب عند المراهقين

بالطبع تؤثر التغيرات الهرمونية الطبيعة واختلاف نمط الحياة في فترة المراهقة على مزاج ونفسية المراهقين، مما يجعلهم أكثر حساسية وعاطفين للغاية من وقت لآخر. 

وعلى الرغم من ذلك، فإن التغيرات المزاجية المتطرفة والسريعة قد تشير إلى حالة أكثر خطورة، مثل الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، بدلًا من التطور النموذجي لفترة المراهقة.

علاج اضطراب ثنائي القطب

يعد هذا الاضطراب حالة مزمنة طويلة الأمد تحتاج إلى الرعاية المستمرة مدى الحياة، والكثير من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة لديهم عائلات ووظائف ويعيشون حياة طبيعية.

الأمر يتعلق بالفهم الجيد لماهية الاضطراب ومحاولة السيطرة عليه بجانب العلاج والدعم، ويوجد العديد من العلاجات التي تساعد في السيطرة على هذه الحالة، وتتضمن:

  • الأدوية، مثل مضادات الذهان، ومضادات القلق، ومثبتات الحالة المزاجية، ومضادات الاكتئاب.
  • العلاج النفسي الذي يشمل أساليب مختلفة تفيد بصور عديدة في العلاج، مثل:
    •  العلاج السلوكي المعرفي.
    • التثقيف النفسي.
    • علاج الإيقاع الشخصي والاجتماعي.
  • أنماط أخرى من العلاج مثل، العلاج بالصدمات الكهربائية، والعلاج بالوخز.
  • تغيير نمط الحياة والبعد عن مصادر القلق والتوتر.

الأشخاص الذين يعانون من عدة نوبات خلال سنة واحدة أو أولئك الذين يعانون من مشاكل إدمان الكحول أو المخدرات يكون علاجهم أصعب.

كما أن دعم الأسرة والأصدقاء مهم جدًا للتغلب على هذه الحالة والتقليل من شدة النوبات، فإذا كان أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك يعاني من اضطراب ثنائي القطب فلا تتردد أن تقدم له الدعم وتساعده في تجاوزه بسلام.