كيف تؤثر الأمومة على صحتك؟

كيف تؤثر الأمومة على صحتك وجسمك؟

يتغير روتين حياتك بين عشية وضحاها منذ ولادتك لطفلك الأول، وبالطبع قد تشعرين بالعديد من التغيرات التي تطرأ عليكِ بعد الولادة وتجربة الأمومة، ولكن هل تعرفين بالضبط كيف تؤثر الأمومة على صحتك وجسمك؟

تعرف في هذا المقال تأثير الأمومة على صحة المرأة بالإيجاب والسلب.

كيف تؤثر الأمومة على صحتك إيجابًا؟

عادةً ما يتبادر إلى الذهن فور الحديث عن تأثيرات ما بعد الولادة التغيرات السلبية التي تطرأ على حياة الأم مثل زيادة الوزن، وآلام العظام، ولكن في الحقيقة توجد تأثيرات إيجابية عدة تحدث في جسمك قد تكونين ممتنة لها عند معرفتها.

إليك الإجابة على سؤال “كيف تؤثر الأمومة على صحتك؟”:

1. تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي

وفقًا لدراسات أجريت في المعهد القومي للسرطان (National Cancer Institute) أظهرت النتائج أن السيدات اللواتي أنجبن يصبحن أقل عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي.

وذلك بسبب أن انقطاع الطمث أثناء فترة الحمل، قد يقلل من تعرض النساء لبعض الهرمونات التي ترتبط بتطور سرطان الثدي بشكل مباشر.

كما أثبتت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية أيضًا تقي من الإصابة بسرطان الثدي؛ إذ تنضج خلايا الثدي في هذه الفترة لإفراز الحليب مما يحد من تحولها لخلايا سرطانية.

2. تقي من أمراض القلب والأوعية الدموية

تؤثر تغيرات بعض الهرمونات بعد الولادة مثل هرمون الأُوكْسيتوسِين (Oxytocin) على صحة الجسم عمومًا والقلب والأوعية الدموية خصوصًا.

 مما يجعل النساء المرضعات أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.

3. تعزز من صحة الدماغ

على الرغم من أنكِ قد تشعرين ببعض التوهان والضياع في الفترة الأولى التي تلي الولادة، لكنك في الحقيقة أصبحتِ تمتلكين دماغًا أقوى وأكثر تكيفًا مع الظروف المحيطة حولك.

فبعد الولادة يتطور جزء من المخ يُسمى الحصين (hippocampus)، ويزداد حجمه فتصبح الأم تمتلك ذاكرة أقوى من قبل، ويصبح لديها قدرة أكبر على التعلم.

عند النظر لهذه الإيجابيات ومعرفة حقيقة فوائد الأمومة على صحتك بالطبع ستشعرين بمدى رحمة الله بالأمهات بعد الولادة.

كيف تؤثر الأمومة على صحتك سلبًا؟

لكل شيء ضريبة، ولأن الأمومة غالية تكون ضريبتها أيضًا عدة تأثيرات وتغيرات في جسمك وروتين حياتك، إليك إجابة “كيف تؤثر الأمومة على صحتك سلبًا؟”:

1. زيادة الوزن

بالرغم من أن بعض النساء لا يتغير وزنهن بشكل كبير بعد الولادة، إلا أن الغالبية العظمى منهن يصبحن أكثر عرضة لزيادة الوزن والسمنة.

ليست الولادة في حد ذاتها هي سبب زيادة الوزن، ولكن بسبب تغيير نمط الحياة والروتين بعد الإنجاب.

إذ أن الأمهات لا يمتلكن الوقت الكافي لممارسة الرياضة، أو الحفاظ على نظام غذائي صحي.

2. ارتفاع احتمالية التوتر والإصابة بالاكتئاب

تعد الأمهات أكثر عرضة للإصابة بالتوتر بعد الإنجاب خصوصًا إذا كانت أمًا للمرة الأولى.

إذ أن المسؤوليات الطارئة على المرأة تجعلها أكثر توترًا من قبل، وقد يكون ذلك سببًا في إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة (postpartum depression).

وعلى الرغم من ذلك، فإن الأمهات لديهن قدرة على التأقلم، تساعدهن في تخطي نوبات التوتر التي تطرأ عليهن.

وهذا بفضل هرمون الأُوكْسيتوسِين (oxytocin)، الذي يعزز من هدوء الجسم، كما أنه يثبط الكورتيزول (cortisol) الذي يرتفع في المواقف الصعبة.

3. الشعور الدائم بالتعب والإرهاق

تصاب النساء بعد الولادة بنقص في عدد من العناصر الغذائية في الجسم، مما يسبب الشعور بالتعب والإرهاق الدائمين خصوصًا في الأسابيع الأولى بعد الولادة.

قد يكون فقدان كمية من الدم أثناء الولادة سببًا في نقص الحديد في جسم السيدة، لذا ينبغي على الأمهات تناول الأطعمة الغنية بالحديد، وأخذ المكملات الغذائية التي يصفها لها الطبيب.

4. آلام العظام والأسنان

يستنفذ إفراز الحليب من أجل الرضاعة جزءًا كبيرًا من العناصر الغذائية في الجسم من أهمها الكالسيوم، لذا تشعر الأمهات عادةً بألم في العظام وضعف بالأسنان.

5. تساقط الشعر

تعد التغيرات الهرمونية، ونقص عدد كبير من الفيتامينات، والمعادن في الجسم من الأسباب الشائعة لتساقط الشعر الذي تعاني منه معظم الأمهات بعد الولادة.

ينصح الأطباء الأمهات بتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، وأخذ المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامينات ومعادن مثل الكولين، والكروم، والزنك، واليود، وفيتامين أ، وفيتامين ب، وفيتامين ج.

6. ضعف عضلات المثانة البولية

تعاني العديد من السيدات بعد الولادة من سلس البول، وانعدام قدرتهن على السيطرة على المثانة، مما يتسبب في تسرب كميات قليلة من البول أثناء المشي، أو الركض، أو الضحك، أو حتى العطس.

يحدث ذلك بسبب ارتخاء العضلات قبل الولادة، وعادةً ما يستمر هذا التأثير لمدة بعدها، لكنها يخف تدريجيًا لينتهي في خلال عام من الولادة.

الخلاصة

الأمومة مشاعر عظيمة ممزوجة بين الفرح والقلق والتوتر، وهي من أكبر النعم التي أنعم الله بها على النساء؛ لذلك فلا ريب من حدوث عدة تغييرات قد تعانين منها.

والآن بعد أن عرفتِ كيف تؤثر الأمومة على صحتك لا تترددي في طلب المساعدة الطبية لتجاوز هذه التأثيرات والتغيرات الطارئة.