تعرفي على أسباب النزيف أثناء الحمل بالتفصيل، وكيفية التصرف عند حدوثه لحماية صحتكِ وسلامة جنينكِ خلال جميع مراحل الحمل
أسباب النزيف أثناء الحمل متنوعة، وبعضها قد يكون طبيعيًا ولا يدعو للقلق، بينما قد تشير بعض الحالات الأخرى إلى مشكلة صحية تستدعي التدخل الفوري.
خلال رحلة الحمل، يعتبر النزيف من الأمور التي تسبب قلقًا كبيرًا للأم الحامل، لذلك من المهم التمييز بين الحالات البسيطة والحالات الخطيرة.
في هذا المقال، سنرشدكِ بطريقة مبسطة إلى أهم أسباب النزيف أثناء الحمل ومتى يجب عليكِ زيارة الطبيب فورًا.
أسباب النزيف أثناء الحمل
للتعامل مع النزيف بطريقة صحيحة، عليكِ أولًا معرفة الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى حدوثه.
إليكِ أهم أسباب النزيف أثناء الحمل حسب المراحل المختلفة:
1. أسباب النزيف في الثلث الأول من الحمل
إليكِ أهم أسباب النزيف أثناء الحمل في الثلث الأول من الحمل:
- انغراس البويضة (Implantation Bleeding): نزيف خفيف قد يحدث عند التصاق البويضة المخصبة ببطانة الرحم، عادةً بعد حوالي 6-12 يومًا من التبويض.
- الحمل خارج الرحم (Ectopic Pregnancy): يحدث عندما تنغرس البويضة خارج الرحم، وغالبًا في قناة فالوب، مما يسبب نزيفًا وألمًا حادًا.
- الإجهاض المبكر (Miscarriage): نزيف قوي مع تقلصات قد يدل على فقدان الحمل خلال الأسابيع الأولى.
2. أسباب النزيف في الثلث الثاني والثالث من الحمل
فيما يأثي أهم أسباب النزيف أثناء الحمل في الثلث الثاني والثالث من الحمل:
- المشيمة المنزاحة (Placenta Previa): وضع غير طبيعي للمشيمة يغطي عنق الرحم، مما يسبب نزيفًا غير مؤلم عادةً.
- انفصال المشيمة المبكر (Placental Abruption): انفصال المشيمة عن جدار الرحم قبل الولادة، وقد يرافقه نزيف وألم شديد.
- علامات قرب الولادة (Bloody Show): نزول مخاط ممزوج بالدم قرب موعد الولادة، وهو أمر طبيعي استعدادًا للمخاض.
العوامل قد تزيد من الإصابة بالنزيف أثناء الحمل
بعض العوامل قد تجعل النزيف أكثر احتمالًا، وعليكِ معرفتها للانتباه إلى حالتكِ الصحية بشكل أكبر، إليكِ أهم العوامل التي ترفع خطر النزيف أثناء الحمل:
- الحمل بتوأم أو أكثر.
- وجود تاريخ سابق لمشاكل في المشيمة.
- التعرض لإصابة في منطقة البطن.
- إجراء عمليات جراحية سابقة في الرحم.
مضاعفات النزيف أثناء الحمل
قد يشير النزيف أثناء الحمل إلى وجود مشكلة تتطلب تدخلًا طبيًا، وفي حال إهماله، يمكن أن يترتب عليه مضاعفات خطيرة تؤثر على سلامة الأم والجنين.
1. الإجهاض
يحدث عادةً في الثلث الأول من الحمل، ويترافق مع نزيف غزير وألم يشبه تقلصات الدورة، وقد يفقد فيه الجسم الحمل بالكامل إذا لم يتم التدخل.
2. الحمل خارج الرحم
تنغرس البويضة المخصبة خارج الرحم، غالبًا في قناة فالوب، وإذا لم تُشخّص مبكرًا فقد تنفجر القناة وتسبب نزيفًا داخليًا خطيرًا.
3. فقر الدم
ينتج عن فقدان كمية كبيرة من الدم بسبب النزيف المتكرر، مما يسبب الإرهاق الشديد، وضيق التنفس، وتسارع ضربات القلب عند بذل أي مجهود.
4. الولادة المبكرة
يُعد النزيف في الثلث الأخير مؤشرًا على احتمال بدء المخاض مبكرًا، ما قد يؤدي إلى ولادة طفل غير مكتمل النمو ويحتاج إلى رعاية خاصة.
5. انفصال المشيمة المبكر
تنفصل المشيمة جزئيًا أو كليًا عن جدار الرحم قبل الولادة، ما يقطع وصول الأكسجين والغذاء للجنين، ويشكل خطرًا على حياته وحياة الأم.
6. صدمة ما بعد النزيف
عند فقدان كميات كبيرة من الدم خلال وقت قصير، ينخفض ضغط الدم بشكل خطير، ما قد يؤدي إلى فشل الأعضاء الحيوية ويتطلب تدخلًا عاجلًا.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يُعتبر النزيف خلال الحمل من العلامات التي تستدعي الانتباه، خاصةً إذا ترافق مع أعراض أخرى تشير إلى وجود مشكلة طبية. تختلف شدة الأعراض حسب مرحلة الحمل وسبب النزيف.
الأعراض التي قد ترافق النزيف، وتستدعي زيارة الطبيب:
- نزول دم مهبلي بلون أحمر فاتح أو غامق، وقد يكون خفيفًا (تبقيع) أو غزيرًا.
- تقلصات أو ألم في أسفل البطن، يشبه ألم الدورة أو يكون أشد.
- ألم في أسفل الظهر، ويزداد مع الوقت أو النشاط.
- دوخة أو شعور بالإغماء، خصوصًا عند فقدان كمية كبيرة من الدم.
- إفرازات مهبلية غير طبيعية، قد تحتوي على دم أو تكون ذات لون غير معتاد.
- قلة حركة الجنين (في مراحل الحمل المتقدمة)، وقد تكون مؤشرًا على تأثره.
عند ملاحظة النزيف، من الطبيعي أن تشعري بالقلق، لكن التصرف السريع والصحيح قد يحميكِ ويحمي جنينكِ، إليكِ الخطوات التي يجب اتباعها فور حدوث النزيف أثناء الحمل:
- استشارة الطبيب: خاصةً إذا كان النزيف غزيرًا أو مصحوبًا بألم.
- تحديد كمية ولون النزيف: الدم البني قد يكون أقل خطورة من الدم الأحمر الفاتح.
- الراحة التامة: تجنبي الأنشطة المجهدة حتى تقييم حالتكِ الطبية.
- تسجيل الأعراض الأخرى: مثل الدوخة أو آلام البطن أو التقلصات، لإبلاغ الطبيب بها.
الخاتمة
في النهاية، تبقى أسباب النزيف أثناء الحمل متنوعة ومختلفة من امرأة لأخرى، فليس كل نزيف يعني أن هناك مشكلة خطيرة، ولكن الحذر واليقظة ضروريان.
لا تترددي في طلب المساعدة الطبية، فور إصابتك بأي عَرض قد يثير قلقك.
