يشعر بعض الأفراد باضطرابات في الإدراك والفهم وقد يعانون من صعوبة التعامل مع الآخرين، الأمر الذي يؤثر على حياتهم الإجتماعية والعملية، ويعرقل إمكانية التأقلم والتفاهم مع الأشخاص المحيطين، وهذا ما يطلق عليه باضطرابات الشخصية.
تعرف في هذا المقال على اضطراب الشخصية (Personality Disorder)، وسماتها، وأسبابها، وطرق تشخيصها وعلاجها.
اضطراب الشخصية
تعرف اضطرابات الشخصية على أنها أحد أنواع الاضطرابات العقلية التي تتسم بقلة الإدراك، وعدم القدرة على التحكم بالانفعالات، فم يواجهون صعوبة في المشاركة والتعامل والتحدث مع الآخرين.
وتتعدد سمات وأنواع اضطرابات الشخصية، ولكن المصابين بهذا المرض باختلاف أنواعه يشتركون في سمة وحدة، والتي تتمثل في عدم القدرة على التكيف مع المجتمع بصورة أو بأخرى.
مما يشعر مرضى الاضرابات الشخصية بالعزلة الدائمة، ويجعله معرضًا للإصابة بنوبات الاكتئاب والقلق.
أسباب اضطراب الشخصية
لا يوجد سبب واضح لظهور اضطرابات الشخصية.
ولكن تعد الجينات الوراثية وكذلك العوامل البيئية هي الأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة بمرض اضطراب الشخصية.
وتظهر سمات اضطراب الشخصية على سلوك وتصرفات المريض منذ مرحلة الطفولة، وتصبح أكثر وضوحًا في مرحلة المراهقة والبلوغ.
أنواع اضطراب الشخصية وسماتها
يوجد العديد من أنواع اضطربات الشخصية، صنفها خبراء الصحة ضمن ثلاث مجموعات حسب الأعراض المشتركة، وهي مجموعة (أ)، ومجموعة (ب)، ومجموعة (ج)، إذ تتسم كل مجموعة من هذه المجموعات بالأعراض التالية:
1. مجموعة (أ)
تتسم هذه المجموعة بصفات تتعلق بالسلوك والتفكير الغريب وتتضمن ما يلي:
اضطراب الشخصية المرتابة (Paranoid Personality Disorder)
تتمثل الأعراض في هذه المجموعة كما يلي:
- اعتقادات بأن الآخرين يحاولون إيذائهم.
- انعدام الثقة والشك غير المبرر في الآخرين وفي دوافعهم.
- صعوبة في الشعور بالراحة لظنهم السيء الدائم بجميع ما حولهم.
اضطراب الشخصية الفصامية (Schizotypal Personality Disorder)
وهو نمط من الشخصية لا يختلط عادة في الحياة الإجتماعية، وتعبيراته حادة، ولا يكترث بتكوين صدقات ولا يهتم بالثناء أو الانتقاد من الآخرين.
اضطراب الشخصية الانعزالية (Borderline Personality Disorder)
يتسم هذا النوع من الشخصيات بمعتقداته وأفكاره الشاذة، كما أنه يعاني من قلق اجتماعي فائق عن الحد الطبيعي.
2. مجموعة ب
تتميز هذه المجموعة بأنواع من الاضطرابات في التفكير والتواصل الاجتماعي، وكذلك العدائية والحدية مع غيرهم.
وتتضمن هذه المجموعة على ما يأتي:
اضطراب الشخصية الانطوائية (Introvert Personality)
تتسم هذه الشخصية بعزلتها وعدم قدرتها على الاختلاط إجتماعيًا، وقد يكون المصاب بها قادرًا على الكذب والمراوغة لتجنب الاحتكاك بالأخرين.
اضطراب الشخصية الحدية (Antisocial Personality Disorder)
يؤثر اضطرابات الشخصية الحدية على كيفية التفكير بالذات والآخرين، وتخشى تلك الشخصية من الهجران وعدم الاستقرار ولا تتحمل العزلة.
اضطراب الشخصية التمثيلية (Histrionic Personality Disorder)
تسعى هذه الشخصية إلى جذب انتباه الآخرين، والاهتمام المفرط بالمظهر الخارجي، كما تتسم بضعف الالتزام برأيه وسهولة تلاعب الآخرين بآرائه والتأثير بها.
اضطراب الشخصية النرجسية (Narcissistic Personality Disorder)
يتسم هذا النمط من الشخصيات بالغرور، ويظن بأنه شخص مميز عن الآخرين وأقوى منهم، كما إنه يتميز بالمبالغة في المجاملات والثناء بهدف الوصول لغايته في أغلب الأحيان.
3. المجموعة (ج)
تتصف هذه المجموعة بالقلق والسلوك المتخوف وتتضمن ما يلي:
اضطراب الشخصية الاجتنابية (Avoidant Personality Disorder)
تتسم هذه الشخصية بالتحسس من الانتقاد، والخجل، والخشية من الاستهزاء والرفض، إذ يتجنبون الأنشطة التي تحتاج للتواصل مع المجتمع.
اضطراب الشخصية الاعتمادية (Dependent Disorder)
يتميز هذا النوع بالاعتماد الدائم على الآخرين وعدم تحمل المسؤولية، وكذلك عدم قدرتهم على اتخاذ القرار حتى في أبسط الأمور.
اضطراب الشخصية الوسواسية (Obsessive Compulsive Personality Disorder)
تتصف هذه الشخصية بانشغالها عادةً بأدق التفاصيل، والانغماس في العمل، وتسعى للمثالية دائمًا، والصلابة والعناد، وتتعلق بالأشياء وإن كانت ذات خلل، ويهمل الصداقة والأنشطة الإجتماعية بسبب الإفراط في العمل.
تشخيص اضطراب الشخصية
يُشخص اضطراب الشخصية باستخدام النسخة الخامسة من الدليل التشخيصي (DSM-5)، وهو دليل تشخيصي وإحصائي، ويعد مرجعًا للأطباء في تشخيص الأمراض العقلية.
يخضع المريض لبعض الجلسات المعرفية، ويطرح حينها بضعة أسئلة من قبل الطبيب تمكنه من معرفة النوع بالتحديد.
ويمكن أن يلجأ بعض الأطباء لطلب تحاليل الدم، لمعرفة إن كان هناك مشكلة طبية من الممكن أن تكون سبب لتلك الأعراض، يطلب كذلك الطبيب بعض الفحوصات الكاشفة لتعاطي الكحول والعقاقير المخدرة.
علاج اضطراب الشخصية
يعتمد العلاج على نوع اضطرابات الشخصية، إذ يشتمل العلاج على العلاج النفسي أو العلاج بالأدوية التي يصفها لك الطبيب المعالج.
تتمثل طرق العلاج كما يلي:
1. العلاج النفسي
يعد العلاج النفسي حجر الأساس في العلاج، وتختلف مدته وفقًا لشدة الأعراض، ولكن يظل العلاج النفسي من أكثر الطرق المجدية إذا كان للمريض العزيمة والقدرة على التغيير من ذاته والتغلب على هذا الاضطراب.
يساعد الطبيب المعالج في التخلص من الأعراض والسلوك المتعلق بالحياة اليومية، وذلك بسماع أفكار المرضى ومشاعرهم، وإرشادهم لكيفية التخلص من العادات السيئة وإصلاح ذاتهم.
توجد عدة أساليب من العلاج النفسي، منها الجلسات الفردية، أو الجماعية التي تهدف إلى تعلم التكيف مع الآخرين، ومشاركة الأفكار الإيجابية، ومناقشة كيفية التخلص من الأفكار السلبية التي تراود المريض.
2. العلاج الدوائي
قد يصف الطبيب المعالج بعض العقاقير الطبية التي تساهم في تقليل بعض الأعراض المزعجة مثل نوبات القلق والاكتئاب وتحسين الحالة المزاجية، وتشتمل هذه العلاجات ما يأتي:
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات القلق.
- مضادات الذهان.
- أدوية تحسن الحالة المزاجية.
من السهل التغلب على اضطرابات الشخصية إن كان الشخص المصاب بها يسعى وراء ذلك، فشخصية الإنسان هي نتاج الشعور والسلوك للفرد ويمكن تهذيبها حتى وإن طال الأمر.