هل شعرت من قبل برهبة عند الوقوف على شرفة منزل في الطابق الثالث أو الرابع، وتسارعت ضربات قلبك عند النظر من أعلى، أو تسرب الذعر إليك حينما تسلقت مكانًا مرتفعًا، إذا كانت الإجابة نعم فمن الممكن أنك تعاني من فوبيا المرتفعات.
تعرف في هذا المقال على فوبيا المرتفعات والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بها، وأعراضها، وأسبابها، وطرق علاجها:
ما هي فوبيا المرتفعات؟
تعد فوبيا المرتفعات (Acrophobia) حالة طبية تتمثل بالخوف الشديد الذي يترتب عليه القلق أو الاضطراب، وتعد من أشهر أنواع الفوبيا.
من الطبيعي أن يشعر الشخص بعدم الراحة في الأماكن العالية أو المرتفعة، قد يتعرض الأشخاص للشعور بالدوار أو التوتر الطبيعي عند النظر إلى الأسفل من مكان عالٍ مثل ناطحات السحاب، ولكن لا يتعدى الأمر مجرد شعورًا بالتوتر.
يختلف الأمر مع مريض فوبيا المرتفعات حيث يشعر المريض بالخوف الشديد غير المبرر، حتى أن مجرد رؤية جسر عالي أو جبل في صورة فوتوغرافية قد تثير خوفه وتتسبب في واضطرابه، وهذا الخوف قد يؤثر على حياته اليومية.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفوبيا المرتفعات
قد تصيب فوبيا المرتفعات أي شخص في أي سن كما هو الحال في أنواع الفوبيا الأخرى، ولكن من المرجح أن تصيب فوبيا المرتفعات الأطفال ويظهر تأثيرها عند البلوغ، كما أن الإناث أكثر عرضة للإصابة بهذه الفوبيا من الذكور.
أعراض فوبيا المرتفعات
يعتبر الخوف الشديد المصحوب بالقلق والتوتر هو العرض الأساسي والظاهر على المصابين بفوبيا المرتفعات، كما تختلف درجة الإصابة بفوبيا المرتفعات، إذ يخاف البعض من الأماكن شديدة الارتفاع، في حين يخاف البعض الآخر من أماكن أقل ارتفاعًا مثل السلم، تنقسم الأعراض إلى نوعين ،أعراض نفسية وأعراض جسدية، كما يلي:
الأعراض النفسية
تتمثل الأعراض النفسية فيما يأتي:
- الشعور بالخوف الشديد والقلق عند النظر من مكان مرتفع أو التفكير به.
- الرغبة الملحة للهروب عند التواجد بمكان مرتفع.
- الخوف من حدوث أمر سيء أثناء التواجد بمكان مرتفع مثل السقوط أو الشعور بأنك محاصر.
- الشعور بالقلق والخوف عند تسلق السلم أو النظر من النافذة أو اجتياز الكباري.
- تجنب الطرق التي بها مرتفعات حتى وإن كان الطريق أطول أو أكثر صعوبة.
الأعراض الجسدية
في حين تكون الأعراض الجسدية كما يلي:
- الشعور بالدوار أو الغثيان عند رؤية المرتفعات أو التفكير بها.
- ضربات قلب سريعة، وألم بالصدر عند رؤية المرتفعات أو التفكير بها.
- الارتجاف والاهتزاز، والشعور بفقدان الاتزان، وكأنه على وشك السقوط عند النظر للأسفل.
- ضيق النفس والذعر.
- زيادة التعرق.
أسباب حدوث فوبيا المرتفعات
لم يحدد الباحثين سببًا واضحًا أو محفزًا مؤكدًا لفوبيا المرتفعات، ويُرجح أنه بسبب الطبيعة المتأصلة فينا وهي الخوف من السقوط من المرتفعات.
يعتقد الخبراء أن تتطور فوبيا المرتفعات أحيانًا يكون استجابة لتجربة مؤلمة تنطوي على ارتفاعات، على سبيل المثال
- السقوط من مكان مرتفع.
- رؤية أحدًا من قبل سقط من مكان مرتفع.
- الإصابة بنوبة هلع أو تجربة سيئة عند التواجد بمكان مرتفع.
يُعتقد أيضا في بعض الحالات أن يكون الأمر وراثيا، إذا أصيب بها أحدًا من أفراد العائلة فمن الممكن أن يكون المرء أكثر عرضة للإصابة بفوبيا المرتفعات.
طرق علاج فوبيا المرتفعات
يعتقد البعض أنه ليس بالضرورة أن تعالج فوبيا المرتفعات، إذ أن تجنب المرتفعات ليس بالأمر الصعب ولن يؤثر على أنشطتك اليومية.
ولكن قد يتضاعف الأمر ليصل إلى الإصابة بنوبات هلع توقف حياة المريض الطبيعية، وتؤثر على نشاطاته اليومية، لذا يجب اللجوء إلى المختصين.
تعالج فوبيا المرتفعات بطرق متعددة منها كما يلي:
العلاج بالتعرض
يعد العلاج بالتعرض من أكثر الطرق فاعلية وانتشارًا لعلاج فوبيا المرتفعات، إذ عادةً ما يتجنب المرضى المواقف أو الطرق التي تتضمن مرتفعات أو أماكن عالية، بسبب عدم قدرتهم على التحكم في خوفهم وقلقهم اتجاه الأماكن المرتفعة.
لذا يقوم المعالج بتعريض المريض إلى ما يخشاه تدريجيًا، ويشجعه على خوض التجارب التي تسبب له القلق، وإيجاد طريقة للتعامل مع تلك المواقف.
فبالإمكان البدء بالنظر إلى الصور التي التُقطت من مكان عالٍ، أو مشاهدة فيديو لأُناس يتسلقون الجبال، كما يمكن تعلم بعض التقنيات التي تساعد على الاسترخاء عند الشعور بالاضطراب والقلق.
كل هذا يمكن المصاب من مواجهة مخاوفه، ويتطور العلاج فيبدأ بالنظر من الشرفة أو تسلق السلالم العالية.
علاج الواقع الافتراضي
يستخدم علاج الواقع الافتراضي التكنولوجيا عن طريق نظارة الواقع الافتراضي، تمكن المصاب من رؤية مواقف واقعية ولكنها مزيفة، لمساعدته على التغلب على القلق والتوتر المصاحب لتلك المواقف.
تظهر نظارة الواقع الافتراضي محاكاة لأماكن ومواقف بها مرتفعات، حتى يستطيع المريض التصدي لمخاوفه بطريقة آمنة، إذ أشارت الأبحاث فاعلية طريقة الواقع الافتراضي في علاج فوبيا المرتفعات.
العلاج السلوكي المعرفي
إذا كان المصاب ليس مستعدًا لتجربة العلاج بالتعرض، فيمكنه تجربة العلاج السلوكي المعرفي،إذ يساعد المختص المريض على اكتساب منظور مختلف، وإعادة صياغة أفكاره وتحدي مخاوفه اتجاه المرتفعات من خلال الحوار والأسئلة.
كما يتضمن هذا العلاج التعرض للمرتفعات ولكن بشكل عام، ويكون فقط في إطار آمن في جلسة العلاج، تمكن المريض تدريجيًا من التصدي للخوف والقلق الذي ينتابه عند رؤية المرتفعات.
العلاج بالأدوية
لا توجد أدوية خصيصا لعلاج الفوبيا، ولكن توجد بعض الأدوية للمساعدة في التحكم في أعراض القلق والخوف، من بين هذه الأدوية:
حاصرات بيتا
تستخدم بعض حاصرات بيتا لعلاج أو منع الأعراض الجسدية للقلق، مثل ضغط الدم وسرعة دقات القلب.
البنزوديازيبينات
وهي مهدئات، يمكن للأدوية مثل البنزوديازيبينات المساعدة في الاسترخاء والتقليل مؤقتًا من أعراض القلق، ولكن عادةً ما يتم وصفها فقط لفترة قصيرة أو للاستخدام العرضي، حيث يمكن أن تسبب الإدمان.