هل سمعت من قبل عن متلازمة أسبرجر؟ انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من التساؤلات عن متلازمة أسبرجر خاصة بعد تصريح أحد المشاهير عن إصابته بتلك المتلازمة.
تعرف في هذا المقال على متلازمة أسبرجر، و أعراضها، وكيف يساهم العلاج في التخفيف من حدة أعراض هذه المتلازمة، وما يتميز به مصاب متلازمة أسبرجر من نقاط قوة بالرغم من إصابته.
ما هي متلازمة أسبرجر؟
تعتبر متلازمة أسبرجر (Asperger’s Syndrome) نوع من أنواع طيف التوحد ولكنها ذات أعراض أقل حدة ، فمصاب متلازمة أسبرجر يعاني من صعوبات في التواصل الإجتماعي، وفي التحدث، والكتابة على الرغم من امتلاكه نسبة ذكاء طبيعية.
ما هي أعراض متلازمة أسبرجر؟
تختلف أعراض متلازمة أسبرجر من طفل الى آخر، ومن الممكن أن تبدأ الأعراض بالظهور في وقت مبكر جدا من العمر، وعلى الرغم من تراوح الأعراض إلا أن أكثرها شيوعًا تكون كما يلي:
تشتت النظر والانتباه
إذ يعاني طفل أسبرجر من عدم القدرة على التواصل البصري مع الآخرين بشكل جيد، كما أنه يعاني من صعوبات في الانتباه.
صعوبات التواصل الاجتماعي
يجد المصاب بمتلازمة أسبرجر صعوبة في التواصل الاجتماعي في المواقف، والقدرة على الاستجابة المناسبة في تعاملاته ونقاشاته.
صعوبة في التعبير عن مشاعره
لا يستطيع مصاب أسبرجر التعبير عن مشاعره، فتجده لا يعبر عن سعادته بالابتسام أو الضحك وقت المزاح، مما يؤدي لصعوبات التواصل الإجتماعي، كما أنه غير قادر على فهم مشاعر الغير.
كراهية التغيير وحب التكرار
إذ أن مصاب أسبرجر يجد صعوبة بالغة في التغيير، فتجده يعيد نفس الحديث والمواضيع مرارًا، ونفس الحركات تكرارًا، ويكره تغيير الطعام والكلمات المستخدمة، وكذلك يكره تغيير ألعابه وطريقة لعبه.
حركات الجسد الغير متناسقة
إذ يلاحظ على البعض من المصابين بمتلازمة اسبرجر القيام بحركات جسدية غريبة وغير متناسقة خاصة في المواقف الانفعالية والاجتماعية.
حساسية زائدة للأصوات والضوء
إذ يعاني المصابون بمتلازمة أسبرجر من حساسية عالية للصوت والضوء، فتجدهم يغلقون آذانهم وينزعجون بشدة عند تعرضهم لبعض الأصوات أو الضوء.
إذا كنتِ أم ولاحظتي أي من تلك الأعراض على طفلك بشكل ملحوظ فلا تترددي بزيارة طبيب الأطفال وأخصائي الأطفال النفسي أو أخصائي تعديل السلوك، فكلما كنتِ مبكرة كلما تحسنت مهارات الطفل وقدرته على التواصل الإجتماعي.
أسباب متلازمة أسبرجر
لا يوجد مسبب رئيسي لحدوث الإصابة بمتلازمة أسبرجر، ولكن ترجع الإصابة بالمتلازمة لعدة أسباب وعوامل من الممكن أن تزيد من حدوثها أثناء حمل الأم أو بعد الولادة، وتشمل الأسباب:
- عوامل جينية، إذ تحدث نتيجة تغيرات في الكروموسومات المكونة للجنين أثناء الحمل.
- تناول الأم بعض الأدوية والعلاجات أثناء الحمل ،كبعض الأدوية المستخدمة لعلاج نوبات القلق وتقلبات المزاج.
- ولادة طفل لأبوين متقدمين في العمر.
علاج متلازمة أسبرجر
من المهم معرفة أن العلاج لا يساهم في الشفاء التام، ولكنه يساعد في تقليل الأعراض بشكل كبير، ويخفف من صعوبات مصاب أسبرجر، و ليمكنه من التعايش مع المجتمع المحيط به.
تختلف طرق العلاج والاستجابة له من مصاب لآخر ومن طفل لآخر ويشمل العلاج ما يلي:
التدريب على المهارات الإجتماعية
إذ يتم التدريب على المهارات الإجتماعية من خلال عقد الجلسات الجماعية أو الفردية، وذلك ليساعد المصاب على التفاعل مع الآخرين والتعبير عن نفسه بطرق ملائمة ومناسبة.
جلسات علاج النطق واللغة
تساعد جلسات علاج النطق واللغة في تحسين مهارات التواصل لدى المصاب، وتمكنه من التحكم بنبرة صوته بما يتلائم مع الموقف، برفع الصوت أو خفضه بدلاً من النبرة الثابتة، وكما تساعد في تحسين التواصل البصري وزيادة المحصول اللغوي وتنوعه.
العلاج السلوكي المعرفي
تفيد جلسات العلاج السلوكي المعرفي مصاب أسبرجر في تحسين قدرته على التحكم بمشاعره وانفعالاته وسلوكياته وتعديلها، والحد من تكرارها.
تعليم الوالدين والأهل وتمرينهم
يتم تعليم وتثقيف الأهل بكل المهارات والطرق التي يتم اتباعها في الجلسات العلاجية لتطبيقها مع الطفل في المنزل وخارجه، إذ يساهم ذلك في نجاح العلاج بصورة أفضل.
العلاج الدوائي
وهي علاجات توصف بواسطة الطبيب المعالج للتعامل مع أعراض الإكتئاب والقلق، مثل مثبطات السيروتونين الإنتقائية، ومضادات الذهان.
نقاط القوة لدى مصاب متلازمة أسبرجر
بالرغم من معاناة مصابي أسبرجر من العديد من الأعراض، ولكنهم يمتلكون الكثير من نقاط القوة الفريدة التي تميزهم عن غيرهم، إليك بعض من نقاط القوة لدى مصاب أسبرجر:
- القدرة على التركيز والمثابرة بشكل كبير.
- القدرة على التركيز على التفاصيل، فيمكن الاستعانة بهم في الأعمال والأشغال الدقيقة التي تحتاج إلى جمع التفاصيل والتركيز عليها.
- القدرة على تحليل البيانات بشكل عميق ومفصل.
- الإبداعية الرياضية والفنية والموسيقية.