درجات ضعف السمع: إليك الدليل الشامل

درجات ضعف السمع: إليك الدليل الشامل

درجات ضعف السمع

هل تعلم أن للسمع درجات، والتي قد تختلف من شخص لآخر وهذا يعتمد على عوامل عدة، تعرف في هذا المقال على درجات ضعف السمع، وأعراض كل درجة، وطرق تشخيصها وعلاجها:

درجات ضعف السمع

تختلف شدة درجات ضعف السمع من شخص لاخر، ويعتمد ذلك على مدى الخلل في القدرة على السمع، ويُقاس ضعف السمع عادةً بوحدة تسمى “الديسيبل” (dB HL)، يتم ذلك استنادًا إلى نتائج الاختبار السمعي للأصوات النقية (Pure tone Audiometry)، والذي يقيس أقل الأصوات التي يمكن للشخص سماعها في ترددات مختلفة.

يتم تصنيف درجات ضعف السمع إلى ستة مستويات استنادًا إلى متوسط الحساسية السمعية في ترددات مختلفة كما يلي:

1- لا يوجد ضعف سمع (Normal Hearing Sensitivity)

تتراوح درجة السمع الطبيعي عادةً بين 0 إلى 20 dB HL، يعني أن الفرد يتمتع بسمع طبيعي وصحي، إذ يتمكن الشخص من سماع الأصوات بوضوح وفهمها بدقة.

2- ضعف السمع الخفيف أو البسيط (Mild Hearing Loss)

يكون متوسط مستوى السمع في هذه الحالة بين 26 إلى 40 dB HL، ويتميز بوجود صعوبة في سماع الأصوات الهادئة والمحادثات في البيئات الصاخبة أو الحديث من مسافة.

3- ضعف السمع المتوسط (Moderate Hearing Loss)

يكون متوسط مستوى السمع في هذه الحالة بين 41 إلى 55 dB HL، إذ يواجه الشخص صعوبة في سماع الأصوات الهادئة والأصوات العادية دون وجود ضجيج، وقد يحتاج إلى رفع مستوى الصوت قليلاً لفهم الكلام.

4- ضعف السمع المتوسط إلى الشديد (Moderate to Severe Hearing Loss)

  يكون متوسط مستوى السمع في هذه الحالة بين 56 إلى 70 dB HL، إذ يواجه الشخص صعوبة في سماع الأصوات متوسطة الشدة والمحادثات في البيئات الصاخبة، وقد يحتاج إلى رفع مستوى الصوت لفهم المحتوى الصوتي بشكل أفضل.

5- ضعف السمع الشديد (Severe Hearing Loss)

يكون متوسط مستوى السمع في هذه الحالة بين 71 إلى 90 dB HL، يكون التأثير على القدرة السمعية ملحوظًا، فالشخص يواجه صعوبة كبيرة في سماع الأصوات حتى عند رفع مستوى الصوت.

6- ضعف السمع الشديد جدًا (Profound Hearing Loss)

متوسط مستوى السمع في هذه الحالة أكثر من 90 dB HL، ويكون السمع ضعيفًا جدًا أو يكاد يكون غير موجود تمامًا، وعادةً ما يكون هناك حاجة إلى الاعتماد على وسائل الاتصال البصرية ولغة الإشارة.

هذه الدرجات هي تصنيفات عامة للسمع وقد تختلف بناءً على النظام المستخدم في تصنيف درجات ضعف السمع في كل بلد أو منظمة.

ومن المهم ملاحظة أن فقدان السمع قد يختلف من تردد لآخر، لذا قد يكون هناك اختلاف في درجات ضعف السمع للترددات المختلفة، فمن الضروري القيام بتقييم شامل من قبل أخصائي السمع أو متخصص رعاية السمع لتحديد درجة وطبيعة فقدان السمع بشكل دقيق.

تشخيص درجات ضعف السمع

لتشخيص درجات ضعف السمع، يلجأ الأطباء وأخصائيي السمع إلى إجراء اختبارات متخصصة لتقييم قدرة الفرد على السمع، إليك بعض الاختبارات الشائعة التي يمكن استخدامها لقياس درجات ضعف السمع:

1- الاختبار السمعي للأصوات النقية (Pure Tone Audiometry)

يعرف هذا الاختبار أيضًا باسم تخطيط السمع، إذ يستخدم لتحديد أقل مستوى صوت يمكن للفرد سماعه في مجموعة متنوعة من الترددات المختلفة، إذ يتم وضع سماعات خاصة في أذني المريض، ويتم تشغيل الأصوات بترددات مختلفة ومستويات مختلفة من العلوّ، ويطلب من المريض الضغط على الزر أو الإبلاغ عند سماع الصوت.

 يتم رصد النتائج في نمط يُسمى منحنى أو مخطط السمع  ويعطي فكرة عن شدة ونوع وشكل ضعف السمع.

2- اختبار سماع الكلمات (Speech Audiometry)

 يستخدم هذا الاختبار لتحديد قدرة الفرد على فهم الكلمات والجمل بوضوح، يُطلب من الشخص تكرار الكلمات المعروضة عبر سماعات بحجم مختلف وفي ظروف صوتية مختلفة، يمكن استخدام هذا الاختبار لتحديد مدى تأثير ضعف السمع على القدرة على الاستماع والتفاهم.

3- فحص استجابة جذع الدماغ (Auditory Brainstem Response)

 يستخدم هذا الاختبار لتقييم وظيفة العصب السمعي وتحديد مدى استجابة الدماغ للأصوات المختلفة، إذ يتم وضع أقطاب صغيرة على فروة الرأس لتسجيل الإشارات العصبية التي يولدها العصب السمعي.

4- اختبارات السمع الأخرى

 قد يستخدم الأطباء وأخصائيو السمع اختبارات أخرى لتقييم وظيفة اعضاء السمع، مثل اختبار طبلة الأذن (Tympanometry) لتقييم وظيفة الأذن الوسطى، واختبار الانبعاث الصوتي للأذن (Otoacoustic Emissions) لتقييم وظيفة خلايا الأذن الداخلية.

تحديد درجات ضعف السمع يتطلب تفاعل الفرد مع الاختبارات والتعاون مع الأطباء وأخصائيي السمع، ويتم تحليل النتائج ومقارنتها بالنطاق الطبيعي للسمع لتحديد درجات ضعف السمع والتوصية بالخطوات التالية في علاج وإدارة الحالة.

علاج درجات ضعف السمع

علاج درجات ضعف السمع يتوقف على عدة عوامل، بما في ذلك سبب الضعف ودرجته، إليك بعض الطرق المشتركة لعلاج ضعف السمع في مختلف درجاته:

1- السماعات الطبية

 تستخدم السماعات الطبية  لتعزيز الأصوات وتعويض فقدان السمع, يتم تخصيص السماعات لتلبية احتياجات الشخص الفردية، ويتم ضبطها بشكل دقيق لتحسين سماع وفهم الكلام والأصوات المحيطة.

يصبح استخدام السماعات الطبية ضروريًا في حالة وجود درجات ضعف السمع المتوسط إلى الشديد، والذي يؤثر بشكل ملحوظ على حياة الشخص.

 يجب استشارة أخصائي السمع لتقييم السمع و توجيهك لاختيار الأنسب من بين مجموعة متنوعة من السماعات الطبية المتاحة.

2- العلاج الجراحي

 يعتبر العلاج الجراحي خيارًا لبعض الحالات الشديدة من ضعف السمع، وخاصةً عندما يكون السبب قابلاً للتدخل الجراحي, قد يشمل العلاج الجراحي زراعة الأذن الوسطى أو زراعة القوقعة لتحسين وظيفة السمع.

3- التوجيه والدعم السمعي

 يمكن أن يشمل العلاج أيضًا التوجيه والدعم السمعي, يتضمن ذلك توفير المعلومات والتوجيه حول كيفية التعامل مع ضعف السمع واستخدام تقنيات التواصل البديلة مثل لغة الإشارة أو التكنولوجيا المساعدة.

4- التدريب السمعي والتأهيل

 يمكن أن يكون التدريب السمعي والتأهيل مفيدًا لتحسين مهارات السمع والتواصل, ويشمل ذلك تدريب الأذن على تمييز الأصوات وفهم الكلام وتحسين الترجمة اللفظية.

5- العناية الذاتية

يمكن اتباع بعض إجراءات العناية الذاتية للمحافظة على صحة السمع، مثل تجنب التعرض للضوضاء العالية واستخدام سدادات حماية الأذن في البيئات الصاخبة.

يعتمد العلاج المناسب على التشخيص الدقيق لضعف السمع والتقييم الفردي لاحتياجات الشخص, يجب استشارة أخصائي السمع المؤهل لتقييم حالتك وتوجيهك نحو الخطة العلاجية المناسبة.

اسراء عمر اخصائية نطق وسمع، عملت سابقًا كأخصائية في عيادة السمع في جامعة بيرزيت، تعمل حاليًا في إدارة المحتوى الطبي في موقع عرب هيلث.

مقالات قد تهمك