ما هي متلازمة اليد الغريبة؟ اكتشف أسباب هذه الحالة العصبية النادرة التي تؤدي إلى حركات لا إرادية في اليد أو الذراع، وتعرّف على أعراضها وطرق التشخيص والعلاج.
متلازمة اليد الغريبة
سنتعرف فيما يأتي على أهم المعلومات حول متلازمة اليد الغريبة (Alien Hand Syndrome)، والتي تُعرف أيضًا باسم دكتور سترينجلوف أو اليد الفوضوية:
تعرّف متلازمة اليد الغريبة على أنها شعور المريض بوجود قوى خارجية عن إرادته تتحكم بيده، لتصبح اليد المصابة وكأنها ليست جزءًا من جسده، فلا يمكنه التحكم في حركتها على الرغم من احساسه بوجودها.
عادةً ما تظهر المتلازمة بعد التعرض لإصابة الدماغ، أو الخضوع لجراحة الدماغ، أو السكتة الدماغية.
أعراض متلازمة اليد الغريبة
يعد عدم القدرة على التحكم في اليد من أبرز أعراض المتلازمة، إذ أنها تعمل بشكل غير طبيعي ومغاير لحركة الجسم، وتتحرك لا إراديًا.
تشمل أعراض اليد الفوضوية الاخرى ما يأتي:
- حركة الذراع وارتفاعه إلى الأعلى دون سبب.
- التلويح دون هدف.
- صعوبة انجاز المهام اليومية باليد المصابة.
تأثير متلازمة اليد الغريبة
يمكن أن تؤثر هذه المتلازمة على ثلاث مناطق من الدماغ: المنطقة الأمامية والثفنية والخلفية.
المنطقة الأمامية (Frontal region)
عادةً ما يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة اليد الغريبة في المنطقة الأمامية من الدماغ من الرغبة الملحة في إمساك أيديهم أو تحسسها، والتي يصعب عليهم السيطرة عليها.
المنطقة الثفنية (Callosal region)
تؤدي متلازمة اليد الفوضوية أو ما تُعرف باليد الغريبة عند الأشخاص المصابون بالمنطقة الثفنية -والتي تربط بين الفص الأيمن والفص الأيسر من الدماغ- إلى عسر القراءة اللاأدري.
المنطقة الخلفية (Posterior region)
قد لا يتمكن دماغ الأشخاص المصابون بمتلازمة اليد الغريبة المؤثر على المنطقة الخلفية، من التعرف على الطرف على أنه جرء من جسمه، ويمكن أن يواجه صعوبة في التحكم في حركة الذراع أو اليد.
أسباب متلازمة اليد الغريبة
يمكن أن تحدث هذه المتلازمة نتيجة لعوامل عدة، من بينها ما يأتي:
- التعرض للسكتة الدماغية أو الصدمة أو الورم.
- السرطان والأمراض التنكسية العصبية وتمدد الأوعية الدموية في الدماغ.
- العمليات الجراحية السابقة في الدماغ، التي تسبب حدوث انفصال بين نصفي الدماغ.
- جراحات علاج الصرع.
- تلف في القشرة الجدارية بالدماغ، الذي يسبب بدوره الحركات اللاإرادية في اليد.
تشخيص متلازمة اليد الغريبة
نظرًا لندرتة الإصابة بهذا النوع من المتلازمة، قد لا يتمكن بعض الأطباء من تشخيص الحالة على الفور.
قد يطلب منك الطبيب أن تصف بالضبط الأعراض التي تشعر بها والطريقة التي تتحرك بها يدك، وتاريخك المرضي، والأدوية التي تتناولها، فقد تساعد هذه التفاصيل في تجنب التشخيص الخاطئ.
قد يطلب طبيبك أيضًا إجراء الاختبارات التشخيصية التالية:
- التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance Imaging).
- التصوير بالرنين المغناطيسي الموّزن بمعامل الانتشار(Diffusion Tensor Magnetic Resonance Imaging).
- التصوير المقطعي المحوسب (A computed Tomography Scan).
علاج متلازمة اليد الغريبة
لا يوجد علاج لمتلازمة اليد الغريبة، إذ قد يتعافى بعض مرضى المتلازمة بعد تعافيهم من مرض دماغي أو سكتة دماغية، لكن تعد احتمالية الشفاء ضئيلة جدًا خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض التنكس العصبي.
قد تساعد هذه العلاجات في التخفيف من الإصابة بالمضاعفات الجسدية والنفسية التي قد تنجم عن الإصابة بالمتلازمة:
- العلاج السلوكي المعرفي، والذي يساعد الأشخاص على التكيف مع الحقائق العاطفية لحالتهم، يمكنهم من التفكير في يدهم الغريبة بطرق جديدة.
- اشغال اليدين بالمهام، إذ وجد بعض المرضى راحتهم بعد شغل يدهم المصابة بمهام بسيطة وغير مجهدة، كامساك المجلة للقراءة.
الوقاية من متلازمة اليد الغريبة
رغم أن متلازمة اليد الغريبة نادرة جدًا، إلا أن الوقاية منها ترتبط بشكل مباشر بتقليل مسبباتها، خاصة بعد العمليات العصبية أو الحوادث الدماغية. إليك بعض الطرق التي قد تساهم في تقليل خطر الإصابة:
- التعامل السريع مع إصابات الدماغ: أي إصابة في الرأس يجب أن تُعالج فورًا، خاصة إذا ظهرت أعراض عصبية غير معتادة.
- المتابعة بعد الجراحة العصبية: يجب الالتزام ببرنامج إعادة التأهيل والمتابعة الطبية الدقيقة بعد جراحات الدماغ أو الأعصاب.
- مراقبة الحالات العصبية المزمنة: مثل التصلب المتعدد أو السكتات الدماغية، إذ إن السيطرة عليها تقلل من احتمالية ظهور مضاعفات عصبية نادرة.
- العلاج الطبيعي والعصبي المبكر: في حال ظهور حركات غير إرادية في أحد الأطراف، يجب استشارة مختص في العلاج العصبي دون تأخير.
