ينتاب القلق الكثير من الأشخاص، ولكن هناك ما يسمى باضطراب القلق وهو شعور أكثر حدة من القلق، لذا تعرف في هذا المقال على ما هو اضطراب القلق؟ وما هي أنواعه؟ وأسبابه وكيفية علاجه؟
اضطراب القلق
يعتبر القلق شعورًا طبيعيًا يشعر به أي شخص عند التعرض للتوتر نتيجة مواجهة مشكلة ما سواء كانت بالعمل أو الدراسة أو في الحياة اليومية بشكل عام.
ولكن اضطراب القلق يختلف لكونه شعورًا أكثر حدة، فهو عبارة عن عدد من الأمراض العقلية التي تؤدي للشعور بخوف وقلق مستمرين، قد ينتج عنه تجنب الأشخاص للذهاب للعمل أو المدرسة، أو الابتعاد عن التجمعات الخاصة بالعائلة والأصدقاء.
أنواع اضطراب القلق
تختلف أنواع اضطراب القلق نتيجة الشعور المصاحب لذلك الاضطراب، وتنقسم أنواعه حسب التالي:
1- اضطراب القلق العام
وهو ما يشعر به الشخص نتيجة استمرار مشاعر القلق والتوتر، وذلك نتيجة التفكير بشكل دائم في المسؤوليات بشكل عام سواء بالمنزل أو العمل أو الدراسة والشعور بالخوف من المستقبل.
ويصاحب هذا النوع عدد من الأعراض الجسدية كالشعور بالتعب والإرهاق والأرق وصعوبة التركيز.
2- اضطراب الهلع
يحدث الشعور بالهلع نتيجة الاحساس بالخوف المفاجئ والشديد، حينها يصاب الشخص بما يسمى نوبة الهلع، والتي قد يصاحبها عدد من الأعراض المختلفة ومنها:
- تسارع نبضات القلب.
- الشعور بضيق في التنفس.
- وجود آلام في الصدر.
- الشعور بآلام في المعدة والغثيان.
- الإحساس بالخوف من الموت.
- الإحساس بسخونة في الجسم.
3- الرهاب المحدد
يصعب السيطرة على الرهاب المحدد، وينتج عن الشعور بالخوف الزائد عن الحد، كالخوف من نوع من الحشرات، أو من الطيران على سبيل المثال.
4- رهاب الخلاء
يظهر هذا النوع من اضطراب القلق نتيجة الخوف من الأماكن المكشوفة، على سبيل المثال:
- الخوف من ركوب المواصلات العامة.
- الخوف من التواجد بالأماكن المفتوحة.
- التواجد بمكان به جمع كبير من الأشخاص.
وقد يسبب هذا النوع من القلق مشاكل للشخص المصاب به، مثل عدم المقدرة على مغادرة المنزل بشكل نهائي نتيجة الخوف أو الهلع، لذا يجب مساعدة الأشخاص المصابة برهاب الخلاء بتلقي العلاج المناسب كي لا يؤثر على حياتهم اليومية.
5- اضطراب القلق الاجتماعي
يطلق عليه أيضا مسمى “الهلع الاجتماعي”، وينتج عن الخوف من التعرض لأي نوع من السخرية أو الإهانة أثناء التواجد بأي تجمع سواء بالمنزل أو العمل أو المدرسة.
6- اضطراب قلق الانفصال
يعرف على أنه الخوف من فقدان الشخص المقرب بأي شكل، ويصاب الأطفال والبالغين بهذا النوع نتيجة الخوف الزائد عن الحد من التعرض لذلك النوع من الفقدان.
وفي بعض الأحيان قد يصاب الشخص بالكوابيس نتيجة كثرة التفكير والخوف من هذا السبب.
أسباب الإصابة باضطراب القلق
هناك عدد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي للإصابة بأي من الأنواع السابق ذكرها، وتلك الأسباب هي:
1- التاريخ العائلي
هناك عدد من العائلات قد يكون لديهم تاريخ مرضي له علاقة بالصحة العقلية كالوسواس القهوري على سبيل المثال، وقد ينتقل من شخص لآخر داخل العائلة.
2- الأسباب الصحية
يعتبر الأشخاص المصابين بأي من الأمراض المزمنة كأمراض السكري، والضغط، والغدة الدرقية، والاكتئاب، أكثر عرضة للاصابة باضطراب القلق، نتيجة التفكير بشكل دائم بالمرض المصاب به الشخص والخوف من تداعياته في المستقبل.
3- الأحداث المختلفة
قد يؤدي التعرض لعدد من الأحداث المختلفة والتي تؤدي للإجهاد العقلي والجسدي للإصابة باضطراب القلق، كالتعرض لمشاكل في العمل، أو التعرض لموقف فقدان أحد الأشخاص المقربة.
4- المواد المخدرة
يعد تناول المواد المخدرة أحد أهم الأسباب المؤدية لهذا الاضطراب، وخاصة عند بدء زوال مفعول المادة التي يتناولها الشخص المدمن.
5- الأسباب الشخصية
تعتبر الشخصيات التي تتميز بالميول للسيطرة وتولي زمام الأمور، والشخصيات التي تسعى للكمال أكثر عرضة من غيرهم للاصابة باضطراب القلق نتيجة التفكير الدائم.
علاج اضطراب القلق
ينصح الأطباء بضرورة التماس العناية الطبية المتخصصة عند الشعور بأي من الأعراض السابق ذكرها من أجل التشخيص والبدء باستخدام العلاج المناسب.
وقد تختلف طرق العلاج حسب حالة الشخص المصاب، وتلك الطرق هي:
1- العلاج النفسي
يطلق عليه أيضا مسمى “العلاج بالكلام” وذلك بالتوجه للطبيب النفسي, والذي بدوره يبدأ في التعرف على الحالة المرضية للشخص المصاب، والتحدث معه بالشكل المناسب لتحديد أسباب الإصابة والعمل على علاجها.
2- العلاج بالأدوية
قد يرى الطبيب النفسي المعالج في بعض الحالات أن الشخص المصاب قد يحتاج لتناول بعض الأدوية لتهدئة حالة اضطراب القلق المصاب به، وذلك إلى جانب العلاج النفسي.
وفي النهاية، يؤكد الخبراء على ضرورة عدم تجاهل أي من أعراض القلق، والتوجه بشكل سريع للطبيب النفسي لبدء العلاج.
وذلك حتى لا تتفاقم الأعراض وتؤدي لما هو أخطر من ذلك، فالمرض النفسي كاضطراب القلق وغيره يمكن علاجه إذا ما بدأ الشخص المصاب باتخاذ الخطوات اللازمة لذلك.
لذا إذا كنت تعرف أي شخص قد يكون لديه أي من علامات اضطراب القلق إبدأ بمساعدته للتوجه للطبيب المختص للعلاج.